الألعاب في تدريبات الموظفين: فوائدها، وأنواعها، وصعوبات تطبيقها (الجزء الثالث)

الألعاب في تدريبات الموظفين: فوائدها، وأنواعها، وصعوبات تطبيقها (الجزء الثالث)

5th مايو, 2025

تتجه مزيد من الشركات لتحديث المنهجيات والوسائل التي تستخدمها في برامج التدريب استجابةً لتغير ظروف العمل، وأنماط التعلم والحياة في العصر الحديث، في الجزء الثاني تعرفنا على العديد من الألعاب التفاعلية التي تفيد في تدريب الموظفين، وفي الجزء الثالث والأخير سوف نتعرف على فوائد هذه الألعاب وصعوبة تطبيقها.

فوائد الألعاب في برامج تدريب الموظفين

فيما يأتي 5 فوائد لاستخدام الألعاب في برامج تدريب الموظفين:

1. تعزيز حماس الموظفين واندماجهم

تعزز الألعاب اندماج الموظفين وحماسهم للتعلم، فيزيد عنصر المنافسة متعة التجربة والإقبال على التفاعل والمشاركة.

2. تطوير المهارات

تتيح وسائل التدريب التفاعلية للموظفين إمكانية تطبيق مهاراتهم وتطويرها، فتسمح الألعاب بممارسة وإتقان مهارات حل المشكلات، واتخاذ القرارات، والتعاون بعملية ومتعة.

3. تعزيز القدرة على الحفظ

تعزز الألعاب القدرة على الحفظ؛ لأنَّها تقدِّم تجربة تترسخ في ذاكرة المتلقي، وتقدِّم الألعاب تجربة ممتعة وتفاعلية تساعد الموظفين على حفظ المعلومات المكتسبة وتطبيقها في العمل.

4. المرونة والقدرة على التكيف

يوفر "التلعيب" بيئة تراعي اختلاف أنماط التعلم والوسائل التي يفضلها الموظفون، فتضمن هذه المرونة استفادة جميع العاملين من تجربة التدريب بصرف النظر عن خلفياتهم ومستوى كفاءاتهم، فتترسخ ثقافة التنوع والشمولية في مكان العمل.

5. بناء الفريق

تحسن الألعاب الجماعية القدرة على العمل المشترك، والتواصل، وحل المشكلات، مما يقوي العلاقة بين الموظفين؛ إذ توحِّد هذه النشاطات جهود العاملين وتعزز ترابطهم، مما يحسن أداء الفريق ويحقق الأهداف التجارية المشتركة.

الألعاب في تدريبات الموظفين

صعوبات تطبيق الألعاب في برامج تدريب الموظفين

فيما يأتي مجموعة من الصعوبات التي تمنع الشركات من استخدام الألعاب في برامج تدريب الموظفين:

1. عدم توافق الألعاب مع أنظمة التدريب القائمة

لا تتوافق الألعاب مع الأدوات التكنولوجية وأنظمة التدريب القائمة، فتحتاج هذه النقلة النوعية في نهج التدريب إلى إجراء بعض التغييرات التكنولوجية وتحديث النظام في بعض الحالات لكي تجري العملية بسهولة وسلاسة.

الحل

يجب التحقق من توافق الألعاب مع البنية التحتية والبرمجيات الموجودة في الشركة من أجل الحد من الأعطال والمقاطعات وتحسين تجربة الموظفين، وهذا يتطلب التعاون مع قسم تكنولوجيا المعلومات على اتخاذ التدابير اللازمة لربط الألعاب مع الأنظمة الحالية بسلاسة وبالحد الأدنى من المشكلات التقنية.

تقدم "أنظمة إدارة التعلم" (LMS) تجربة سلسة ومريحة للمستخدمين، وهي تزيد الاعتماد على الألعاب في برامج تدريب الموظفين وتقلل الصعوبات التي يمكن أن تنجم عن هذه النقلة النوعية.

2. التكاليف وتخصيص الموارد

تكون تكاليف إضافة الألعاب إلى برامج تدريب الموظفين مرتفعة، ويمكن أن تواجه المؤسسة صعوبة في تخصيص الوقت اللازم لإجراء هذا النوع من التدريبات في ظل ضغوطات العمل، وتنجم كثير من التحديات عن قيود الميزانية وأولويات الموارد.

الحل

يُتغلَّب على هذه الصعوبات من خلال تطبيق حلول مدروسة توفر التكاليف، مثل منصات الألعاب مفتوحة المصدر، وتكييف الألعاب المتوفرة، فيمكن توفير الوقت والتكاليف من خلال إضافة جلسات تلعيب قصيرة وهادفة إلى برامج التدريب القائمة.

3. رفض التغيير

يواجه عدد من الموظفين والمدراء صعوبة في الاقتناع بفعالية الألعاب في التعلم، وهو ما يدفعهم إلى تفضيل منهجيات التدريب التقليدية؛ لأنَّها تبدو مألوفة ومضمونة بالنسبة لهم، وغالباً ما ينجم هذا الرفض عن سوء تقدير جدية وفعالية الألعاب في الأوساط المهنية.

الحل

يمكن تحسين موقف الموظفين والإدارة تجاه استخدام الألعاب في التدريب من خلال تطبيق استراتيجية شاملة لإدارة التغيير، ويجب أن تعالج هذه الاستراتيجية المخاوف، وتوضح فوائد إضافة الألعاب إلى التدريب، ودعوة القوى العاملة إلى المشاركة في اتخاذ القرارات.

ينجم رفض التغيير عن الشكوك والمخاوف التي تراود الموظفين تجاه مسألة الألعاب، وهذا يتطلب وضع خطة محكمة لإدارة النقلة النوعية، وتوفير ظروف مناسبة تشجع على اعتماد نمط التدريب الجديد، وذلك من خلال التواصل الصريح والواضح، وإجراء جلسات التدريب، وتقديم الدعم المستمر.

الألعاب في تدريبات الموظفين

4. تقدير الفعالية وحساب العائد على الاستثمار في التدريب

تواجه الشركة صعوبة في تقدير تأثير الألعاب في أداء الموظفين والإيرادات، وفي تحديد مؤشرات دقيقة لتقييم الأداء وتحليل المهارات المكتسبة من استخدام الألعاب في التدريب.

الحل

تقدَّر نتائج استخدام الألعاب في برامج تدريب الموظفين من خلال اختيار "مؤشرات أداء رئيسة" (KPIs) تتوافق مع أهداف التدريب، ويمكن أن تضم هذه المؤشرات معدل حفظ المعلومات، ومقدار التحسن في المهارات، والتغييرات السلوكية، ومدى تعاون الفريق، والتوفير في الوقت والتكاليف؛ إذ تنجح الشركات في متابعة تقدم الموظفين وتقييم فعالية الألعاب في تحقيق الأهداف المطلوبة من خلال اختيار مؤشرات أداء دقيقة وواضحة.

نتحقق من فعالية التجربة وحساب العائد على الاستثمار في الألعاب من خلال إجراء تحليلات دورية للبيانات، فتحدد هذه الطريقة نقاط الضعف، وتتخذ قرارات مدروسة مبنية على نتائج تحليل البيانات، وتثبت فوائد استخدام التلعيب في برامج تدريب الموظفين.

5. مراعاة اختلاف القوى العاملة

توضع خطط مدروسة تأخذ بالحسبان اختلاف احتياجات القوى العاملة وأنماط التعلم عند استخدام الألعاب في برامج تدريب الموظفين، ويكمن التحدي الحقيقي في تقديم مواد تراعي اختلاف الثقافات، ومجالات العمل، والوظائف، وأنماط التعلم.

الحل

تعديل محتوى الألعاب استجابةً لاختلاف أنماط تعلم واحتياجات أعضاء الفريق، مع الحرص على توفير معلومات تناسب مجموعة متنوعة من الوظائف ومستوى القدرات والإمكانيات.

نتغلَّب على هذا التحدي من خلال تطبيق الحلول الفردية المخصصة، وإتاحة إمكانية تعديل المحتوى بناءً على المهام، والإمكانيات، وأنماط التعلم المخصصة بالموظف؛ إذ تؤمِّن هذه الاستراتيجية بيئة تعلم شاملة وعالية الإنتاجية، كما أنِّها تقدم تجربة تلائم احتياجات مختلف شرائح الموظفين.

التوجهات المستقبلية لاستخدام الألعاب في تدريبات الموظفين

تتطور تقنيات التلعيب استجابةً لتغير استراتيجيات التدريب والتقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم، ومن المرجح أن تزداد فعالية، ومتعة تجارب التدريب ومراعاتها للاحتياجات وأنماط التعلم الفردية، وفيما يأتي مجموعة من التوجهات المتوقعة في مجال التدريب:

1. استخدام تكنولوجيا "الواقع الافتراضي" (VR) و"الواقع المعزز" (AR)

من الموقع أن تُحدِث تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزز نقلة نوعية في مجال التدريب من خلال تجارب المحاكاة الغامرة التي تتيح للموظف إمكانية ممارسة المهارات في بيئة افتراضية تحاكي الظروف الواقعية وتسمح باقتراف الأخطاء.

الألعاب في تدريبات الموظفين

2. "الذكاء الاصطناعي" (AI) والتخصيص

يُتوقَّع أن ينجح الذكاء الاصطناعي في تخصيص تجربة التلعيب من خلال تحليل أداء الموظف وتعديل وحدات التدريب وفق البيانات الناتجة؛ إذ تُضفي هذه الطريقة عنصر التحدي وتحافظ على اندماج المتدربين، وهو ما يزيد قدرتهم على حفظ المعلومات وتطبيق المهارات.

3. التعلم المصغر

تلبي إضافة التلعيب إلى وحدات التعلم المصغر الحاجة لوحدات التدريب القصيرة التي تراعي ضغوطات العمل وترسخ المعلومات، وذلك من خلال تقسيم المحتوى إلى وحدات صغيرة وسهلة الاستيعاب.

4. التركيز على تدريبات المهارات الناعمة

يوجد إقبال متزايد على استخدام التلعيب في برامج تطوير المهارات الناعمة، مثل القيادة، والتواصل، والعمل المشترك، وتبرز هذه النقلة النوعية الدور المحوري للمهارات الناعمة في نجاح المؤسسة.

5. مسارات التعلم القابلة للتعديل

تحتوي برامج التدريب المستقبلية على مسارات تعلم قابلة للتعديل بناءً على مستوى التقدم والأداء، مما يقدِّم تجربة تعلم فعالة ومخصصة، وهو ما يؤدي بدوره إلى الحفاظ على اندماج الموظفين وتسريع عملية اكتساب المهارات.

يجب أن تشهد الألعاب في برامج تدريب الموظفين مزيداً من التخصيص، والاندماج، والتفاعل الاجتماعي، بالتالي تستفيد الشركات من هذه التطورات في زيادة حماس الموظفين، وتحسين مهاراتهم، وتعزيز قدرتهم على التكيف مع التغيرات.

دراسة حالة: شركة "سيسكو" (Cisco)

خلفية الشركة

أدركت شركة "سيسكو" الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والشبكات على مستوى العالم أهمية منصات التواصل الاجتماعي في استراتيجيات التسويق وإدارة التفاعل والعلاقات مع العملاء؛ إذ تقدم الشركة مجموعة متنوعة من المنتجات والحلول التقنية، وهذا يتطلب منها التحقق من كفاءة القوى العاملة في الاستفادة من أدوات التواصل الاجتماعي في تعزيز الوعي بالعلامة التجارية والتفاعل مع الزبائن.

المشكلة

أطلقت شركة "سيسكو" برنامج تدريب مخصصاً بمنصات التواصل الاجتماعي، ولكن واجه المشاركون مشكلة في تحديد الدورة التدريبية المناسبة لبدء رحلة التعلم، وقدَّمت الشركة أكثر من 46 دورة تدريبية متنوعة، وهو ما أربكَ المتدربين وأرهقهم، كما واجهت الشركة صعوبة في إقناع الموظفين بتلقي التدريب بالإضافة إلى الالتزام بمسؤوليات العمل المطلوبة منهم، لقد تطلَّب البرنامج استخدام طريقة منظمة وقابلة للتعديل لقيادة الموظفين خلال مراحل التجربة وضمان توافقها مع مهامهم الوظيفية.

الحل

أضافَت الشركة عناصر التلعيب إلى تدريب منصات التواصل الاجتماعي الذي يتألف من  3 مستويات، وقد شملت هذه الإضافات التحديات الجماعية، والشارات التي ساهمت في زيادة متعة التجربة وتفاعل الموظفين معها، بالتالي تحفز هذه العناصر المتدربين، وتشجعهم على البحث في تفاصيل موضوعات مواقع التواصل الاجتماعي، والتقدم في مراحل التعلم، والتعاون مع الزملاء في إطار عمل تنافسي وداعم في آنٍ معاً.

النتائج

حققت استراتيجية التلعيب نتائج مبهرة، فنجح 650 فرداً في الحصول على الشهادة وأنهى المشاركون أكثر من 13000 دورة تدريبية، وتثبت هذه النتائج فعالية الألعاب في زيادة مستوى المشاركة في برامج التدريب، لقد حفَّزت هذه الاستراتيجية الموظفين على الانطلاق في تجربة التدريب، واتباع مسار تعلم منظم وهادف، وتسهيل التعامل مع ضخامة وتنوع الدورات التدريبية المتاحة.

الحكمة المستفادة من التجربة

أبرزَ  نجاح البرنامج فعالية التلعيب في التغلب على مشكلات الاندماج والتحفيز في بيئات تدريب الموظفين، وهي تقدم مثالاً نموذجياً عن خطوات تصميم مبادرات التعلم والتطوير لتعزيز المشاركة والقدرة على اكتساب المهارات.

في الختام

حوَّلَت الألعاب التدريب إلى تجربة تفاعلية وتطبيقية تناسب مختلف مستويات الكفاءة، وتشجع على التعاون، والإبداع، وحل المشكلات؛ إذ تعزز الألعاب اندماج الموظفين، وتطور المهارات الناعمة، وتبني الفِرَق، وقد قدَّم المقال معلومات مفصلة ووافية عن فوائد استخدام الألعاب في برامج تدريب الموظفين.

آخر المقالات

قائمة المقالات

حولنا | سياسة الخصوصية | سياسة الاستخدام

© 2025 ILLAFTrain