الألعاب في تدريبات الموظفين: فوائدها، وأنواعها، وصعوبات تطبيقها (الجزء الأول)

الألعاب في تدريبات الموظفين: فوائدها، وأنواعها، وصعوبات تطبيقها (الجزء الأول)

1th مايو, 2025

تشهد أوساط الشركات تغيرات متسارعة تتطلب إقناع الموظفين بالمشاركة الفاعلة في برامج التعلم والتطوير المستمر، غالباً ما تفشل طرائق التدريب التقليدية في إثارة اهتمام الموظفين، فبيَّنت نتائج تقارير مؤسسة "غالوب" (Gallup) أنَّ نسبة الموظفين المندمجين في عملهم حول العالم لا تتجاوز 15%، وهو ما يؤثر سلباً في مستوى الإنتاجية والأرباح. يُتغلَّب على هذه المشكلة من خلال تطبيق النشاطات والألعاب التي تزيد مستوى التفاعل والمتعة والاندماج خلال جلسات التدريب.

أثبتت نتائج الدراسات البحثية أنَّ إضافة الألعاب إلى برامج التدريب، يزيد اندماج الموظفين قرابة 24%، والأرباح بما يعادل 22%؛ إذ تزيد هذه الألعاب متعة التجربة وتنمِّي المهارات الأساسية، مثل التواصل، والعمل المشترك، وحل المشكلات، وتعزز حماس الموظفين وإقبالهم على التعاون مع بعضهم، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين الأداء وتطوير القوى العاملة ونمو الشركة.

يتألف المقال من 3 أجزاء وهو يقدِّم مجموعة من الألعاب التفاعلية التي تُستخدَم في برامج تدريب الموظفين بهدف تعزيز اندماجهم وقدرتهم على ترسيخ المعلومات المكتسبة، فغيَّرت هذه الألعاب الطريقة المتَّبعة في إجراء برامج تدريب الموظفين وأثبتت فعاليتها في تطوير إمكانياتهم ومواهبهم وقدرتهم على التفكير المستقبلي والصمود في وجه الصعوبات والتغييرات.

أهمية "التلعيب" في برامج تدريب الموظفين

برز "التلعيب" بوصفه الحل الأمثل للتغلب على المشكلات والتحديات التي تفرضها منهجيات التدريب التقليدية، وفيما يأتي مجموعة فوائد لاستخدام التلعيب في برامج تدريب الموظفين:

1. إثارة اهتمام المشاركين

تفشل التدريبات التقليدية في نيل اهتمام المشاركين واستحسانهم، في حين أثبتت تقنيات "التلعيب" فعاليتها في إضفاء عنصر الحماس، والمنافسة، والمتعة، والتشويق على تجربة التدريب.

2. تعزيز القدرة على ترسيخ المعلومات المكتسبة

يزيد التلعيب مستوى التفاعل خلال التجربة، مما يعزز قدرة المشاركين على ترسيخ المعلومات المكتسبة من برامج التدريب الطويلة.

3. الحصول على تغذية راجعة فورية

يساعد التلعيب على الحصول على تغذية راجعة فورية توضح نقاط القوة والضعف.

4. زيادة الحماس

يتحمس المشاركون للفوز بالنقاط والشارات والتفوق على زملائهم في لوحة المتصدرين، مما يشعرهم بمتعة الإنجاز، والإثارة، والمنافسة، ويزيد رغبتهم بمواصلة التعلم والتطور.

5. تخصيص التجربة لاحتياجات الموظفين

لا يوجد طريقة تناسب جميع الحالات وخصيصاً في مجال التدريب، ولكن يتيح "التلعيب" للمشاركين إمكانية خوض تجربة مصممة خصيصاً لاحتياجاتهم، واختيار التحديات التي تناسب مستواهم وقدرتهم الاستيعابية مما يزيد فعالية التدريب ومتعته.

6. بناء العلاقات

يقدم "التلعيب" تجربة اجتماعية تحسن نتائج التدريب من جهة، وتقرب الفِرَق من بعضها وتعزز قدرة الموظفين على التعاون وتبادل الدعم من جهة أخرى.

7. تحليل البيانات

لا تقتصر فوائد نشاطات "التلعيب" على المتعة والحماس؛ بل إنَّها تقدم أيضاً بيانات يمكن تحليلها والاستفادة من نتائجها في متابعة تقدم الموظفين وتعديل البرامج بما يتناسب مع احتياجاتهم، وتضمن هذه الدراسات التحليلية مراعاة جميع المشاركين دون استثناء.

لا يزيد "التلعيب" متعة التدريب فقط؛ بل يؤدي دوراً بارزاً في زيادة فعالية التجربة، وتخصيصها لاحتياجات الموظفين وظروفهم، وتعزيز قدرتهم على التعاون والعمل المشترك.

برامج تدريب الموظفين

ألعاب تفاعلية مفيدة في تدريبات الموظفين

فيما يأتي 10 ألعاب تفاعلية مفيدة في برامج تدريب الموظفين:

1. تدريب الأقران

يجب أن تختلف آراء أعضاء الفريق ووجهات نظرهم، وهنا تبرز أهمية لعبة تدريب الأقران في تشجيعهم على مشاركة معلوماتهم وأفكارهم مع زملائهم، وتهدف هذه اللعبة إلى تبادل المعلومات والخبرات بين أعضاء الفريق، مما يكوِّن بيئة تعلم حيوية تشجع على التطوير المهني ومشاركة المعرفة.

هدف اللعبة

تنظم اللعبة عملية مشاركة المعلومات والمعرفة بين مجموعة من الموظفين تنظيماً ممتعاً ومدروساً، وذلك من خلال تقسيم المشاركين إلى مجموعات صغيرة وتكليفهم بالعمل على وحدات مختلفة من منهج التدريب.

التطبيق العملي للعبة

تقتضي الخطوة الأولى تقسيم المشاركين إلى فِرَق صغيرة تضم مجموعة متنوعة من الخلفيات والخبرات.

يجري بعد ذلك توزيع مواد التدريب المتعلقة بموضوع الورشة على الفِرَق، وتكليف الموظفين بالاطلاع على الكتيبات والأدلة بمفردهم، ويُطلَب من أعضاء كل فريق التعاون على إعداد عرض تقديمي عن مواد التدريب، ومشاركة النتائج مع بقية الحاضرين، بالتالي تطرح الفِرَق الأخرى الأسئلة وتقدم التغذية الراجعة وتناقش الأفكار المطروحة، مما يضمن استفادة كافة المشاركين من معلومات أعضاء الفريق.

نتائج اللعبة

ترسيخ ثقافة مشاركة المعرفة والتعلم المستمر ضمن الشركة لتشجيع الموظفين على تطبيق معلوماتهم، وتبادل وجهات النظر مع زملائهم بانتظام.

تدريب الأقران

2. ورشة دراسات الحالة

عبارة عن لعبة تفاعلية تتيح للمشاركين إمكانية تطبيق المعلومات المكتسبة على حالات وأمثلة عملية، وتوضح هذه اللعبة التطبيقات العملية للأفكار والتقنيات المشروحة في جلسات التدريب.

هدف اللعبة

تدرِّب اللعبة الموظفين على تطبيق المبادئ والتقنيات المشروحة خلال ورشات العمل ليحلوا المشكلات الفعلية التي يتعرضون لها في مكان العمل.

خطوات تطبيق اللعبة

لا داعي لتخصيص جدول زمني مستقل للعبة بحد ذاتها؛ بل يمكنك أن تبدأ بإجراء جلسات منتظمة تشرح فيها موضوع التدريب، ثم تنتقل بعد ذلك إلى تقسيم الموظفين لمجموعات صغيرة ومتنوعة، وتكيلفهم بإنشاء عرض تقديمي يوضح آلية تطبيق المعارف والمعلومات المكتسبة على حالة واقعية أو دراسة حالة، بالتالي يُطلَب من كل مجموعة عرض النتائج أمام بقية المشاركين، مع إجراء نقاش مفتوح في نهاية العرض.

نتائج اللعبة

تحسن اللعبة مهارات حل المشكلات، والتفكير النقدي، واتخاذ القرار ضمن الفريق؛ لأنَّ المشارك يتعلم كيف يطبق المعلومات النظرية على المشكلات العملية.

3. المسابقات ضمن مكان العمل

تقيِّم هذه المسابقات الممتعة والمشوقة معلومات الموظفين عن سياسات الشركة، وعملياتها، وإجراءاتها، وتاريخها، وثقافتها، وذلك لتعزيز أجواء التفاعل والمنافسة وتقديم معلومات دقيقة ومفيدة عن العمل في الشركة.

هدف اللعبة

يعزز تصميم اللعبة شعور الموظفين بالانتماء والفخر، ويعرِّفهم على رؤية الشركة ورسالتها من خلال طرح مجموعة من الأسئلة عن سياساتها، وتاريخها، وثقافتها، والعمليات التي تجري ضمنها.

خطوات تطبيق اللعبة

تقتضي الخطوة الأولى تحضير أسئلة بسيطة عن تاريخ الشركة، وقِيَمها، وسياساتها، والموظفين الأساسيين فيها، ثم تقسيم المشاركين إلى عدد من الفِرَق المتنوعة وبدء جولات الأسئلة، فيُمنَح الفريق مجموعة من النقاط على كل إجابة صحيحة، وتُجرى جولات إضافية، وتُنهى اللعبة بجولة ختامية تحتوي على أسئلة صعبة، وتُجمَع في المرحلة النهائية النتائج ويُعلَن عن الفريق الفائز، بالتالي يُنصَح بتقديم مكافآت تحفز الفِرَق وترفع الروح المعنوية.

نتائج اللعبة

تحسين علاقات الموظفين مع بعضهم وتعزيز قدرتهم على العمل المشترك نتيجة تعاونهم على الإجابة عن الأسئلة والتنافس على الفوز بالنقاط.

المسابقات ضمن مكان العمل

4. البحث عن الكنز

تقدِّم لعبة البحث عن الكنز تجربة مشوِّقة ومسلية لتقوية أواصر أعضاء الفريق وتعزيز قدرتهم على التواصل سواء أُجرِيت من خلال الإنترنت أم على أرض الواقع؛ إذ تُضفي اللعبة عنصر الحماس والمودة على علاقات وتفاعلات أعضاء الفريق، مما يعزز قدرتهم على العمل المشترك، والتفكير الاستراتيجي وتحليل المشكلات، فينطلق اللاعبون في مغامرة مشوِّقة تقدِّم مجموعة متنوعة من النشاطات والألعاب التي تتطلب التعاون على حل الألغاز والعمل على تحقيق الأهداف المشتركة ضمن المدة الزمنية المحددة.

هدف اللعبة

تقوِّي اللعبة علاقات الموظفين، وتبني الثقة، وتحسن مهارات حل المشكلات ضمن الفريق.

خطوات تطبيق اللعبة

تقسيم المشاركين إلى فِرَق، وتنويع أنماط الشخصية، والمهارات، والخبرات ضمن المجموعة الواحدة، وتقتضي الخطوة التالية توضيح قواعد اللعبة، وهي تضم المدة، وبيئة اللعب (واقعية أو افتراضية)، وطريقة حساب النقاط، ويجري بعد ذلك تشغيل المؤقت وبدء اللعبة، وعندها ينبغي أن تشجع الفِرَق على التفكير الإبداعي، وتوزيع المسؤوليات، والتواصل الفعال من أجل زيادة احتمالات النجاح.

تستكشف الفِرَق منطقة اللعبة من خلال البحث عن المعلومات، وحل الألغاز، وإنجاز المهام المتعلقة بالتحديات إلى أن ينتهي الوقت، وعندها يُطلَب منهم جمع النقاط وحساب النتائج النهائية بناءً على عدد المهام والتحديات المُنجَزة، ويفوز الفريق الذي يحقق أكبر عدد من النقاط.

نتائج اللعبة

تحسن اللعبة جودة التواصل بين أعضاء الفريق، وتنمي مهارات حل المشكلات، وتعزز الحماس والتفاعل الإيجابي بين الموظفين.

في الختام

تشهد بيئات العمل تغيرات وتطورات متسارعة تتطلب إعطاء الأولوية لبرامج تدريب الموظفين، ولكن تكمن المشكلة في عجز منهجيات التدريب التقليدية عن تحقيق النتائج المرجوة وتقديم تجربة ممتعة للمشاركين. تستخدم مزيد من الشركات الألعاب في برامج التدريب، وقد أثبتت هذه الطريقة فعاليتها في تحسين نتائج التجربة وتعزيز قدرة الموظفين على ترسيخ المعلومات المكتسبة. تابعوا معنا المزيد في الجزء الثاني من المقال.

آخر المقالات

قائمة المقالات

حولنا | سياسة الخصوصية | سياسة الاستخدام

© 2025 ILLAFTrain