تشهد بيئات العمل تغيرات وتطورات متسارعة تتطلب إعطاء الأولوية لبرامج تدريب الموظفين، ولكن تكمن المشكلة في عجز منهجيات التدريب التقليدية عن تحقيق النتائج المرجوة وتقديم تجربة ممتعة للمشاركين. تتجه مزيد من الشركات لاستخدام الألعاب في برامج التدريب، وقد أثبتت هذه الطريقة فعاليتها في تحسين نتائج التجربة وتعزيز قدرة الموظفين على ترسيخ المعلومات المكتسبة. قدمنا في الجزء الأول من مالقال مجموعة من الألعاب التفاعلية المفيدة في تدريبات الموظفين وسنتابع في الجزء الثاني.
تقدم تجربة تفاعلية تعرِّف الموظفين الجدد على أعضاء الفريق وبيئة العمل، فلا شك أنَّ التعاون هو أساس النجاح، ولكن يمكن أن يواجه الفرد صعوبة في بناء الثقة مع أشخاص لا يعرفهم، وهنا بالتحديد تبرز فعالية تقنيات تلطيف الأجواء، وتساعد نشاطات تلطيف الأجواء على بدء جلسات التدريب والاجتماعات مع الموظفين الجدد.
تضمن شعور الموظف الجديد بالراحة، وترسخ ثقافة الثقة في بيئة العمل، وهو ما يؤدي بدوره إلى تعزيز قدرة الموظفين على التعاون مع بعضهم.
اختيار تطبيق ملائم لإجراء الاجتماعات من خلال الإنترنت وضمان سلاسة سير الإجراءات والنشاطات، وهذا يتطلب تحليل محاسن ومساوئ التطبيقات المتوفرة، مثل "جوجل ميت" (Google Meet)، و"مايكروسوفت تيمز" (Microsoft Teams)، و"زوم" (Zoom)، وغيرها، والخطوة التالية اختيار النشاطات التي ستطبِّقها خلال الجلسة، وتشجيع الموظفين على المشاركة الفاعلة في التجربة.
تتيح لأعضاء الفريق إمكانية التقرب على الصعيد الشخصي، وتقوية العلاقات، وبناء الألفة، وهو ما يحسن بدوره جودة التواصل والعمل المشترك على الأمد الطويل.
تعزز قدرة المشاركين على استيعاب وحفظ المصطلحات والمفاهيم المتعلقة بموضوع التدريب بتشويق وتفاعلية، فيمكن أن تعتمد اللعبة على الشروحات اللفظية، أو الرسومية، أو الوسائط المتعددة، وهي تتطلب من المشاركين التعبير عن المفاهيم بوضوح واقتضاب باستخدام مختلف أنواع تقنيات التواصل.
تشجع اللعبة على التعاون، والتفكير خارج المألوف، مما يكوِّن بيئة تعلم تعزز القدرة على الإبداع والتفكير النقدي.
يقتضي التطبيق العملي للعبة اختيار أحد محاور موضوع التدريب وليكن فكرة، أو مفهوم، أو عملية رئيسة يقدر المشاركون على فهمها وشرحها بوضوح، ويجب تشجيع المشاركين على استخدام مختلف أنواع وصيغ التواصل لوصف الموضوع وليكن من خلال الشروحات الوصفية الكتابية، أو الرسوم التوضيحية والمخططات البيانية، أو عناصر الوسائط المتعددة، مثل مقاطع الفيديو أو العروض التقديمية.
يُكلَّف كل مشارك أو مجموعة بوصف الموضوع باستخدام صيغة معيَّنة خلال فترة زمنية محددة؛ لذا حُث المشاركين على النقد البنَّاء وسلِّط الضوء على نقاط القوة في شروحاتهم بغية التشجيع على التنمية المستمرة.
تشجع على التفكير الإبداعي وتجريب مختلف أساليب التعبير عن الآراء ووجهات النظر الشخصية، مما يعزز القدرة على الابتكار والإبداع.
تحسن مهارات الإصغاء والتواصل بين أعضاء الفريق بتفاعلية، وهي تبني الثقة والألفة بين اللاعبين، وتُعد وسيلة فعالة لتقوية العلاقة بين أعضاء الفريق وتعزيز قدرتهم على التفاهم، فتحسن الحوارات والتفاعلات الدورية جودة التواصل وتقوي أواصر التعاون والزمالة بين الموظفين.
تحسن مهارات الإصغاء الفعال بين المشاركين، وتوفر بيئة إيجابية تسمح لجميع الموظفين بطرح أفكارهم وآرائهم وتأخذها بالحسبان، وتنمي مهارات التواصل من خلال التشديد على أهمية الوضوح، والدقة، والترابط المنطقي في أسلوب الخطاب.
تجري اللعبة ضمن بيئة تشجع على إجراء المحادثات المركزة، مع الحرص على منح جميع الموظفين فرص متكافئة للمشاركة في اللعب، فيُطلَب من أحد المشاركين طرح أفكاره ووجهات نظره المتعلقة بموضوع محدد مسبقاً، في حين يركز البقية على كلام المتحدث دون أن يقاطعوه، ويقع على عاتق المستمعين بعد ذلك مهمة تلخيص محاور الحديث، وطرح أسئلة تهدف للحصول على مزيد من التوضيح أو المعلومات الإضافية، فيراجع المتحدث بعد ذلك الملخصات ويُجيب عن كافة الأسئلة والاستفسارات المطروحة، فيتناوب جميع المشاركين على دور المتحدث كل واحد تلو الآخر.
تنمي اللعبة مهارات الإصغاء والقدرة على الانتباه لوجهات نظر الآخرين وأفكارهم، كما يتسنى للموظفين تطوير مهارات التواصل من خلال الحوارات والتغذية الراجعة المنتظمة التي تساعدهم على التدريب على طرح أفكارهم بأسلوب واضح ومترابط منطقياً.
عبارة عن نشاط مشوِّق وتفاعلي يحسن مهارات التحدث أمام العامة والقدرة على اتخاذ القرارات المستعجلة، وتختلف هذه اللعبة عن العروض التقديمية التقليدية التي تحضِّر العروض مسبقاً، فهي تتطلب من المشاركين ارتجال العروض التقديمية باستخدام عناوين شرائح وأفكار مضلِّلة، وتشجع المشاركين على استخدام القدرة على التخيُّل ومهارات التواصل بدل الاعتماد على المحتوى الجاهز، مما يُضفي عنصر المتعة والتشويق على التجربة بالنسبة لكل من المتحدث والمستمع.
تُلقي عروضاً تقديمية تحتوي على عناوين ومحاور رئيسة تضلل المشاركين وتحفزهم على التفكير النقدي، والتواصل الفعال، وتتطلب منهم جذب انتباه الجمهور وتشجيعهم على المشاركة والتفاعل مع المحتوى.
تعرض شريحة تحتوي على صورة وعنوان ومجموعة من الأفكار الرئيسة، ويكمن التحدي في اختلاف عنوان الشريحة عن موضوع المحتوى الموجود ضمنها، ويمكن أن يكون عنوان الشريحة، مثل "طريقة ترويض الحيوانات الأليفة"، في حين يكون الموضوع عن "فوائد التأمل"، فيُطلَب من الموظف إلقاء عرض تقديمي بناءً على الشريحة المضلِّلة، وتعديل المحتوى في إلقائه، وتقتضي مهمة المشاركين الانتباه على العرض التقديمي ومحاولة تخمين الموضوع بناءً على التلميحات التي يقدمها المتحدث.
تعزز قدرة المشاركين على التحدث بثقة وفعالية أمام الجمهور؛ لأنَّها تتطلب منهم ارتجال العروض التقديمية دون أي تحضير مسبق.
تساعد الموظفين على حفظ المصطلحات والمفاهيم المتعلقة بموضوع التدريب بمتعة وتفاعلية، بالتالي تضيف هذه التحديات إلى برامج التدريب تعزيز قدرة الموظفين على استيعاب المعلومات الهامة ومراجعتها وحفظها، وتُعد هذه التحديات وسيلة تفاعلية وممتعة لحفظ المعلومات المتعلقة بمفاهيم ومصطلحات مجال العمل، والمفردات التقنية.
تهدف إلى فهم وحفظ المعاني الكامنة خلف الاختصارات المستخدمة في الموضوع المدروس، ويعزز هذا التمرين التفاعلي قدرة الموظفين على الاستيعاب، والحفظ، وترسيخ المعلومات الأساسية.
تقتضي الخطوة الأولى اختيار مجموعة من الاختصارات المتعلقة بموضوع التدريب؛ إذ يجري بعد ذلك دعوة المشاركين للانضمام إلى اللعبة باستخدام أجهزتهم المحمولة، وإضافة تأويلاتهم للاختصارات المعروضة ضمن الإطار الزمني المحدد، ويمكن اختتام اللعبة من خلال تلخيص الأفكار ووجهات النظر المطروحة، والإشارة إلى المفاهيم المغلوطة، وتشجيع المشاركين على إمعان التفكير في تجربة التعلم.
تساعد اللعبة الموظفين على حفظ المفاهيم والمصطلحات الأساسية في مجال العمل، وذلك من خلال التدريب على تأويل الاختصارات وشرح معانيها.
تقدِّم تجربة تفاعلية غامرة تهدف لمساعدة المشاركين على تحسين مهارات التفكير، وحل المشكلات، والعمل المشترك ضمن إطار الفريق، وتتطلب اللعبة من المشاركين التعاون مع بعضهم بهدف التغلب على التحديات والهروب من غرفة أو مشكلة افتراضية؛ إذ يعتمد مبدأ عمل اللعبة على محاكاة موقف عصيب ضمن بيئة مضبوطة، وعندها يُطلَب من اللاعبين استخدام مهارات التفكير، والإبداع، والتعاون على تحقيق الهدف المشترك.
يُطلَب من المشاركين في هذه اللعبة التعاون على حل الألغاز والتغلب على التحديات والهرب من المساحة الافتراضية ضمن الإطار الزمني المحدد.
يعرض المقدِّم شريحة تفاعلية توضح تفاصيل التجربة مثل الفكرة، والحبكة، والمؤقت، والتحديات التي يجب أن يتغلب اللاعبون عليها، فتُشرَح قواعد اللعبة ومبدأ عملها، وهدف الهروب من البيئة الافتراضية ضمن فترة زمنية محددة؛ إذ يجب أن يتعاون اللاعبون مع بعضهم على حل التحديات التي تعترضهم، مثل الألغاز، والتلميحات، والأحاجي التي تتطلب منهم استخدام مهاراتهم، ومعلوماتهم، ومصادرهم.
بالتالي تنتهي اللعبة عندما ينجح اللاعبون في إكمال التحديات للهرب من الموقع الافتراضي ضمن الوقت المحدد، فتُجرى جلسة إضافية لمناقشة وجهات النظر، والدروس المستفادة من التجربة، ونقاط الضعف التي تحتاج لمزيد من الاهتمام في المستقبل.
تشجع على التعاون والعمل المشترك؛ لأنَّها تتطلب تضافر جهود الموظفين وتعاونهم على مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف المشتركة.
في الختام
تتجه مزيد من الشركات لتحديث المنهجيات والوسائل التي تستخدمها في برامج التدريب استجابةً لتغير ظروف العمل، وأنماط التعلم والحياة في العصر الحديث، لم ننتهي تابعوا معنا في الجزء الثالث من المقال.