يعتمد نجاح المؤسسة ونموها على برامج تدريب الموظفين، كما تُعَد مواد التدريب جزء أساسي من إستراتيجية "التعلم والتطوير" (L&D) الخاصة بالشركة. ويرتبط نجاح برامج تدريب الموظفين بشكل مباشر بفعالية المحتوى والمواد المستخدمة.
ينجح برنامج التدريب في تحقيق الأهداف المطلوبة عند إعداد المواد بطريقة ممنهجة تثير اهتمام الموظفين. حيث تقدم مواد التدريب الدعم للموظفين عند الحاجة، وتزودهم بالمؤهلات اللازمة لتأدية المهام الوظيفية وتسيير العمل في حالات استقالة أو غياب الموظفين الأساسيين بالشركة. كما تزود هذه البرامج الموظفين الجدد بالمعلومات والمهارات التي يحتاجون إليها عند التحاقهم بالعمل.
يقع على عاتق خبراء "التعلم والتطوير" وتصميم برامج التدريب مهمة تحليل كافة وحدات المحتوى من أجل ضمان توافق البرنامج مع معايير السوق وتحقيق الأهداف المطلوبة خلال فترة زمنية محددة. فالإبداع والتخطيط المدروس خلال مرحلة تصميم مواد التدريب ضروريان لإعداد محتوى يساهم في تحقيق الأهداف المطلوبة وتوفير الوقت والتكاليف.
فيما يلي 9 خطوات لإعداد مواد التدريب:
تقتضي الخطوة الأولى لإعداد برامج التدريب توضيح الهدف من إجرائها. تحدد هذه الأهداف المعارف، والمهارات، والمهام، والعمليات التي يُتوقَّع من الموظف أن يكون قادراً على تأديتها بعد انتهاء برنامج التدريب.
فيما يلي 7 أعضاء أساسيين في فريق إعداد البرنامج:
يقوم المصمم بإعداد مواد التدريب والبرنامج بما يتوافق مع أهداف أصحاب المصلحة ويضمن تلبية الاحتياجات المطلوبة.
تقتضي وظيفة مدير المشروع تنظيم الإجراءات، والقرارات، ومواعيد تسليم المهام.
يقوم المؤلف بتصميم المحتوى بالصيغة المطلوبة ولتكن مقاطع فيديو، أو رسومات، أو وحدات تعلم إلكتروني تفاعلية على سبيل المثال.
تقتضي وظيفة مصمم العناصر الرسومية إعداد المحتوى البصري عن طريق عرض المعلومات في صيغة رسومات.
تقتضي وظيفة مصمم منهج التدريب إعداد البرنامج والمواد وتأليف المحتوى بالصيغة المطلوبة وإنشاء العروض التقديمية، والنشرات، والأدلة الخاصة بالمشاركين، وما إلى ذلك.
يمكن تشكيل فريق مختص أو استخدام برنامج لإعداد محتوى مرئي يستقطب انتباه المشاركين ويحفز تفاعلهم مع برنامج التدريب.
يجب الاستعانة بمطور يتقن التعامل مع "أنظمة إدارة التعلم" (LMS)، و"معيار سكورم" (SCORM)، وغيرها من أدوات تأليف وإدارة محتوى التدريب وتقديمه. وينبغي أن يكون المطور قادر على معالجة المشكلات التقنية وضمان تقديم تجربة تدريب خالية من الأخطاء.
تحتوي المؤسسات عادةً على مجموعة ضخمة من مواد التدريب الجاهزة التي يمكن الاستفادة منها أثناء العمل على إعداد برنامج جديد. حيث يقوم بعض المدربين باختيار مجموعة من مواد ووحدات التدريب الجاهزة وتقديمها بطريقة جديدة بغية توفير الوقت والجهد اللازم لإعداد محتوى أو مواد جديدة.
يجب أن تحرص على تقييم جودة المواد المتوفرة وتعمل على تحسينها إذا كانت لا ترقى للمعايير المطلوبة في البرنامج الحالي.
تختلف أنماط التعلم من شخص لآخر، فقد يفضل البعض التعلم من العناصر البصرية، في حين يحتاج آخرون للتطبيقات العملية، أو لوجود مدرب يرشدهم خلال البرنامج على سبيل المثال. يعتمد اختيار طريقة التدريب على أنماط تعلم الموظفين، وأهداف البرنامج، والنتائج المتوقعة منه، بالإضافة إلى تكلفته، وخطته الزمنية.
فيما يلي 4 طرائق لتقديم برنامج التدريب:
يُطلَق على التعلم الإلكتروني اسم التدريب عبر الإنترنت أو الويب، وهو يُستخدَم في تدريب القوى العاملة عن بعد وفي الشركات التي تطبق نظام العمل الهجين. تتيح هذه الطريقة للموظف إمكانية التعلم في الزمان والمكان الذي يناسبه. يمكن تطبيق التعلم الإلكتروني بواسطة "أنظمة إدارة التعلم"، و"منصات الاعتماد الرقمية" (digital adoption platforms)، والندوات الافتراضية، ومزودي خدمات التدريب عبر الإنترنت، وغيرها من الوسائط المتاحة عند الطلب.
يتم في هذه الطريقة شرح آلية استخدام تطبيق برمجي أو إجراء جديد عن طريق القيام بتجربة حية تفاعلية تساعد المستخدم في الاطلاع على كافة الميزات والمهام الموجودة ضمن التطبيق أو العملية الجديدة.
يقوم المدرِّب في هذا النوع من التدريب باستخدام العروض التقديمية خلال جلسات التدريب.
تتيح مقاطع الفيديو للموظفين إمكانية استيعاب المعلومات بطريقة تساعدهم في حفظ المعلومات وترسيخها على الأمد الطويل.
تركز برامج التدريب على تنمية مهارات معيَّنة لدى الموظفين بغية تحسين أدائهم وإنتاجيتهم. ويعتمد اختيار نوع التدريب على متطلبات المؤسسة واحتياجاتها وأنشطتها.
فيما يلي 6 أنواع شائعة لبرامج التدريب:
يهدف تدريب تأهيل الموظفين الجدد إلى تقديم المعلومات الأساسية التي يحتاج إليها الموظفون الجدد لتأدية مهامهم الوظيفية، وإعطائهم فكرة عن ثقافة الشركة وسير العمل، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتحقيق النجاح في وظيفتهم الجديدة، والإجابة عن كافة الأسئلة التي يمكن أن تخطر لهم، وتأهيلهم للمساهمة في نجاح المؤسسة.
يهدف تدريب الالتحاق بالعمل إلى تعريف الموظفين على ثقافة الشركة، والمسؤوليات والمهام المطلوبة منهم، إلى جانب تأهيلهم للعمل بإنتاجية عالية فور التحاقهم بوظيفتهم.
يقدم التدريب على المنتجات معلومات عن بضائع المؤسسة، أو خدماتها، أو منتجاتها، بغية مساعدة الموظفين على تأدية مهامهم بفعالية.
تتيح التدريبات التقنية للموظفين إمكانية إتقان المهارات التقنية الأساسية اللازمة لتأدية مهامهم الوظيفية على أكمل وجه.
تهدف هذه التدريبات إلى تنمية مهارات فِرَق المبيعات. حيث تشمل مواد التدريب في هذه الحالة التقنيات، والأدوات البرمجية، والأساليب الحديثة لبيع الخدمات والمنتجات، وهي تهدف إلى تعريف فِرَق المبيعات على فوائد المنتجات والخدمات، ومساعدتهم في تلبية احتياجات العملاء وإقناعهم بإجراء عملية الشراء.
تهدف تدريبات التنوع إلى تهيئة الموظفين للتعامل مع مسائل التنوع في مكان العمل بغية تشجيع التفاعلات الإيجابية وتقليل حالات التحيز والتفرقة بين الموظفين.
تقتضي هذه الخطوة إعداد مخطط يبين مراحل العمل قبل بدء تصميم المواد الخاصة بدورة تدريبية معيَّنة، وهي تهدف إلى تنظيم إجراءات العمل والمعلومات بطريقة تساعد الموظفين في تحقيق الأهداف المرجوة من التدريب. فيما يلي فكرة عن محتويات المخطط:
تستخدم المؤسسات برمجيات خاصة لتقديم تجارب تدريب فعالة للموظفين. تتيح هذه الأدوات البرمجية إمكانية إعداد وحدات تدريب تفاعلية، وضمان الامتثال والأمان، ومتابعة تفاعل واندماج الموظف مع مواد التدريب، وتحليل الأداء، وجمع التغذية الراجعة. ويمكن الحصول على هذه الميزات والأدوات من منصة واحدة والاستفادة منها في تقديم تدريب فعال للقوى العاملة.
فيما يلي 5 برمجيات خاصة بالتعلم والتدريب يمكن أن تستفيد منها فِرَق "التعلم والتطوير":
"منصات الاعتماد الرقمية" عبارة عن برمجيات تدريب تتكامل مع تطبيقات الشركة وتساعد الموظفين في التعلم أثناء استخدام هذه التطبيقات، وهي تهدف إلى تسريع عملية اعتماد التكنولوجيا الرقمية داخل المؤسسة.
تقوم المنصة بإنشاء قائمة مهام تحتوي على إرشادات تفصيلية، ومقاطع فيديو، وقوائم المساعدة الذاتية التي ترشد المستخدمين أثناء العمل على التطبيق. وتعمل منصات الاعتماد الرقمية مع "أنظمة إدارة التعلم"، وبرمجيات التعلم الإلكتروني مثل "سكورم" (SCORM) وأداة "إكس إيه بي آي" (xAPI) من أجل إعداد وحدات التدريب، ومتابعة تقدم الموظفين، وتحديث المحتوى، وتصميم مواد مناسبة في المستقبل.
يقدم "نظام إدارة التعلم" منهجية عمل شاملة لكافة مراحل إجراء تدريبات الموظفين من إعداد المواد إلى تقديمها ومتابعة إجراءات التطبيق وتقدم الموظفين. تتيح هذه الأنظمة لفِرَق "التعلم والتطوير" إمكانية تحديد وتقييم أهداف التدريب الخاصة بالمؤسسة والموظفين، ومتابعة التقدم في تطبيق البرنامج لحين تحقيق هذه الأهداف، وجمع البيانات من أجل الإشراف على عمليات التدريب وتحسينها.
تتيح لك هذه البرمجيات إمكانية إعداد مقاطع الفيديو ونشرها، ومشاركتها، بالإضافة إلى تحديد معدل التقدم في إجراءات التعلم والتدريب. يتم إنشاء مقاطع الفيديو لتقديم المعلومات في تدريبات الالتحاق بالعمل، والامتثال الوظيفي، وعند استخدام برمجيات جديدة في مكان العمل. تتميز برمجيات إعداد مقاطع الفيديو بسهولة استخدامها، كما أنها تتيح لفِرَق "التعلم والتطوير" ومصممي المناهج إمكانية تطبيق أفكارهم الإبداعية وإنشاء مقاطع فيديو فعالة خاصة ببرامج التدريب.
تتيح لك أدوات تأليف محتوى التدريب مثل "سكورم" إمكانية إعداد الدورات التدريبية وإدارتها وتصديرها إلى "نظام إدارة التعلم" الخاص بالشركة. تتوافق الدورات التدريبية في هذه الحالة مع عدد كبير من المنصات دون الحاجة لإجراء أي تعديلات، كما أنها تزود المدير بالأدوات التي يحتاج إليها لمتابعة نشاط الموظفين، وتقييم تقدمهم، وتحديد نتائج التدريب بسهولة.
تُستخدَم هذه البرمجيات في إعداد محتوى تدريبي دقيق، وفعال، ومتوافق مع أهداف الشركة واحتياجات الموظفين. ويمكن إعداد المحتوى في مختلف الصيغ المطلوبة من النصوص إلى العروض التقديمية، ومقاطع الفيديو، وما إلى ذلك.
يجب إرسال المواد لفِرَق "التعلم والتطوير" للحصول على اقتراحاتهم وإجراء التعديلات النهائية قبل إطلاق البرنامج. فيما يلي قائمة تحتوي من مجموعة من الأسئلة للتحقق من جودة مواد التدريب:
يتم إطلاق برنامج التدريب النهائي بعد جمع التغذية الراجعة من أعضاء فريق "التعلم والتطوير".
فيما يلي 4 عناصر أساسية لحساب العائد على الاستثمار في مواد التدريب:
يمكنك أن تستخدم استطلاعات الرأي لجمع التغذية الراجعة من الموظفين بعد انتهاء برنامج التدريب، والحصول على آرائهم واقتراحاتهم لتحسين المواد والمحتوى.
يمكن إجراء تقييمات سابقة ولاحقة لبرنامج التدريب لتحديد المعارف والمهارات التي اكتسبها الموظفون من مواد ومحتوى التدريب.
يتم ذلك عن طريق مراقبة الموظفين ضمن مكان العمل بغية تقييم مدى التزامهم بتطبيق المعلومات والمهارات المكتسبة في مهامهم اليومية.
تقتضي هذه الخطوة التأكد من تحقيق أهداف التدريب وتقييم مقدار الزيادة في الإيرادات، والانخفاض في النفقات، وتحسن أداء وإنتاجية الموظفين في العمل.
في الختام:
قدم المقال منهجية عمل متكاملة لإعداد مواد تدريب القوى العاملة. يعتمد نجاح برنامج التدريب على فعالية المواد المستخدمة، وهو يُعتبَر ناجح عند تحقيق الأهداف المطلوبة منه مثل زيادة إيرادات الشركة ومستوى سعادة الموظفين.