تساعد مهارات التيسير في تنظيم إجراءات العمل المشترك والتعاون بين أعضاء الفريق، مما يسهم في تحسين جودة نتائج الاجتماعات والنقاشات. قدَّم الجزء الأول من المقال معلومات وافية عن تعريف مهارات التيسير، وفوائدها، وتقنياتها، وقدَّم مجموعة من الأمثلة العملية عن تطبيقاتها، ويبحث الجزء الثاني منه في صعوبات تطبيق هذه المهارات وكيفية التغلب عليها.
فيما يلي 5 صعوبات يمكن أن يواجهها الميسِّر عند العمل ضمن إطار الفريق:
تتكوّن التحيزات والأحكام المسبقة بناءً على التجارب الحياتية التي يعيشها الفرد، ثم تترسخ في العقل الباطن وتتحكم بالقرارات والسلوكيات بما فيها إجراءات التيسير؛ مما يؤثر على جودة النقاشات الجماعية والنتائج الناجمة عنها.
على فرض أنَّ الميسِّر مسؤول عن تنظيم اجتماع بين أعضاء الفريق لحل مشكلة معيَّنة، وقد يؤدي تحيزه الشخصي تجاه آلية حل محددة إلى توجيه مجرى المحادثة نحوها عن غير قصد، وبالنتيجة يتم إغفال عدد كبير من الأفكار ووجهات النظر الأخرى. يمكن أن تؤدي هذه التحيزات الشخصية إلى تقليل عدد الأفكار المقترحة؛ مما يؤثر على جودة عملية اتخاذ القرار.
يمكن الحد من هذه المشكلة من خلال إدراك التحيزات الشخصية، والتصرف بحيادية وموضوعية خلال النقاشات، وتشجيع المشاركين على طرح وجهات نظرهم مع الحرص على تقدير كافة المقترحات وأخذها بعين الاعتبار.
يمكن أن يعارض أعضاء الفريق تحديث منهجيات العمل، ويمكن أن يواجهوا صعوبة في التأقلم مع تقنيات التيسير الجديدة نتيجة خوفهم من هذا التغيير.
يمكن تسهيل هذه النقلة النوعية عن طريق اعتماد تقنيات التيسير الجديدة تدريجياً مع مرور الوقت ضمن اجتماعات الفريق، وتطبيق الميسِّر لها ليكون قدوة لأعضاء الفريق. تبرز هذه الطريقة فوائد تقنيات التيسير وتشجع أعضاء الفريق على استخدامها تدريجياً.
تؤدي طبيعة التفاعل ونمط التواصل بين المشاركين دوراً حاسماً في نجاح النقاشات في تحقيق الأهداف المرجوة. ثمة أشخاص يفرضون أنفسهم بقوة، ويسيطرون على مجرى النقاشات الدائرة، في حين يبدي آخرون تحفظهم ويواجهون صعوبة في المشاركة في الحديث وطرح وجهات نظرهم وآرائهم بالموضوع. تضمن مهارات التيسير مشاركة جميع أعضاء الفريق في النقاش وأخذ كافة وجهات النظر المطروحة بعين الاعتبار.
يمكن التغلب على هذه المشكلة من خلال تطبيق تقنيات تمنح المشاركين فرص متساوية لطرح أفكارهم ووجهات نظرهم بالموضوع، وتوضيح وقت الكلام المخصص لكل واحد منهم. يجب أن يضمن الميسِّر مشاركة جميع أعضاء الفريق في النقاش، وذلك من خلال توجيه الأسئلة مباشرة للأعضاء المتحفظين والهادئين وطلب رأيهم بالموضوع.
يمكن أن يقوم الميسِّر من ناحية أخرى بتطبيق أنشطة منظمة، أو تقسيم المشاركين إلى مجموعات جزئية تتيح لهم إمكانية المساهمة في عمليات اتخاذ القرار وحل المشكلات ضمن بيئة محدودة.
يضمن عنصر الثقة نجاح عمل الفريق وإجراءات التيسير في تحقيق الأهداف المطلوبة، وخاصة عندما تكون العواطف محتدمة أثناء تناول الموضوعات الحساسة.
على فرض أنَّ أعضاء الفريق يناقشون مسألة عاطفية تتعلق بالتجارب الشخصية والمآسي التي تعرضوا لها في الماضي. تثير هذه النقاشات مشاعر الإحباط والغضب والحزن والضعف، وتقتضي وظيفة الميسِّر في هذه المواقف الحساسة التعاطف مع المشاركين، وضمان سير النقاش بطريقة بنَّاءة تضمن احترام مشاعر أعضاء الفريق.
يتطلب بناء الثقة بين أعضاء الفريق إبداء التعاطف والاحترام، وتأمين ظروف تتيح إمكانية التواصل الصريح والشفاف. يجب توضيح سياسات الخصوصية التي تضمن حماية المعلومات الشخصية والحساسة، وتمنع نشرها أو مشاركتها مع الآخرين قبل الحصول على إذن صاحبها.
يفرض ضيق الوقت وتسارع إجراءات الأعمال التجارية تحدياً إضافياً على عاتق الميسِّر المسؤول عن تنظيم الاجتماعات. تطالب الشركات الميسِّر بتحقيق أقصى فائدة ممكنة من الوقت المتاح والحفاظ على جودة النقاش. يقتضي التغلب على هذا التحدي إعداد خطة دقيقة لجدول الاجتماع، وضمان التزام أعضاء الفريق بالمحاور الأساسية الواردة فيها.
يجب أن تحدد أهداف الجلسة، وتعطي الأولوية للمحاور الرئيسية بما يتوافق مع الوقت المخصص للاجتماع. يضمن هذا التنظيم تناول المواضيع الرئيسية ضمن الجدول الزمني المحدد دون الحاجة لتمديد مدة الاجتماع أو تأجيل اتخاذ القرار لجلسة لاحقة. يمكن الاستفادة من تقنيات التيسير البصرية في توفير الوقت لأنها تساعد في تجميع المعلومات في صيغة سهلة الاستيعاب. يجب أن تحرص على توزيع الوقت بالتساوي على محاور الجلسة ولا تسمح لأي منها بتجاوز الفترة الزمنية المخصصة لها، وهذا يتطلب منك إعادة مجرى الحديث إلى المحور الأساسي عندما يحيد عنه.
فيما يلي مجموعة من الأدوات والمصادر المتوفرة لتطبيق إجراءات التيسير ضمن إطار الفريق:
تقدم العديد من الشركات والجمعيات المهنية أدلة ومصادر مفيدة تساعد في تطبيق إجراءات التيسير. تحتوي هذه الأدلة عادة على نصائح تطبيقية، وتقنيات، ومنهجيات عمل تساعد في تيسير نقاشات أعضاء الفريق، وعمليات اتخاذ القرار وحل المشكلات.
تساعد أدوات التيسير البصرية، مثل السبورة والمخططات وأوراق الملاحظات في تحسين جودة النقاشات، وتعزيز القدرة على التفكير البصري. ثمة أدوات رقمية تنظم إجراءات العمل الجماعي والتيسير البصري عن طريق الإنترنت، مثل السبورة الافتراضية ومنصات تبادل المستندات.
ثمة مجموعة متنوعة من برمجيات التعاون التي تساعد في تنظيم إجراءات العمل المشترك بين أعضاء الفريق عن طريق الإنترنت، مثل منصات إدارة المشاريع، وأدوات الاتصال المرئي، ومكتبات لتخزين المستندات المتبادلة. تفيد هذه الأدوات في تنظيم إجراءات العمل، والتواصل الفعال، والتعاون بين أشخاص يسكنون في مناطق جغرافية مختلفة.
يمكن تحسين مهارات التيسير والقدرة على قيادة النقاشات الجماعية عن طريق التسجيل في برامج التدريب وورشات العمل. تقدم العديد من المنصات برامج تدريب تراعي احتياجات الأفراد وأنماط تعلمهم، وتحتوي على تقييمات وتمارين تفاعلية. يمكنك أن تسجل أيضاً في التدريبات التي تجري عن طريق الإنترنت وتدرس المواد في الوقت والمكان الذي يناسبك.
كما يُنصَح بالتعاون مع كوتش أو منتور متخصص في مجال التيسير؛ لكي تحصل على الدعم، والتغذية الراجعة، والتوجيهات التي تناسب احتياجاتك الخاصة.
مهارات التيسير بالغة الأهمية في العلاقات المهنية، وهي تمكِّن الأفراد من التعامل مع النقاشات المعقدة، وفهم وجهات النظر المطروحة، والتوصل إلى نتائج واعدة. تساعد مهارات الإصغاء والتواصل الفعال، وتسوية النزاعات في تقوية العلاقات، وبناء الثقة، وتحقيق الأهداف الجماعية. بناءً على ما سبق، يجب أن تعمل على تنمية مهارات التيسير لكي تحسِّن علاقتك مع الآخرين وتنجح في حياتك.