يعتمد تطوير إمكانيات فِرَق العمل والشركة على فعالية برامج تدريب الموظفين، وقد ثبت أنَّ برامج التطوير المدروسة التي تتوافق مع أهداف الشركة تسهم في تحسين الأداء، وترسيخ ثقافة التعلم، وتحقيق النجاح. قدم الجزء الأول من المقال معلومات وافية عن فوائد الاستثمار في برامج تدريب الموظفين وخطوات إعدادها، ويبحث الجزء الثاني منه في أبرز أنواعها، وطرائقها، فتابعوا معنا السطور التالية.
فيما يلي 7 أنواع رئيسية لبرامج تدريب الموظفين:
تهدف تدريبات الامتثال إلى ضمان التزام العاملين بالقوانين واللوائح التنظيمية التي تفرضها طبيعة ألقابهم الوظيفية، وهي تشمل تدريبات السلامة، وحماية البيانات، والسياسات المناهضة للتمييز، والمعايير الأخلاقية.
تهدف التدريبات التأهيلية إلى تعريف الموظفين الجدد على قوانين الشركة، وثقافتها، وإجراءات العمل فيها، وهي تضم تعريف الموظف الجديد على بيئة العمل، وإعلامه بالالتزامات والسلوكيات المتوقعة منه أثناء الدوام، والمهام والمسؤوليات المطلوبة منه، وتقديمه إلى زملائه والعاملين في المناصب الإدارية.
تهدف تدريبات المنتجات إلى تعريف الموظفين الجدد والقدامى على المنتجات والخدمات التي تقدمها الشركة. تقدم هذه التدريبات معلومات وافية عن ميزات المنتج، وفوائده، وتعليمات الاستخدام، ودعم العملاء بهدف تأهيل الموظفين وتمكينهم من التواصل الفعال مع العملاء والنجاح في تلبية احتياجاتهم.
تهدف التدريبات القيادية إلى تعزيز مهارات وإمكانيات العاملين في المناصب الإدارية والقيادية، وهي تركز على تطوير أساليب القيادة، ومهارات اتخاذ القرار، والتواصل، وحل المشكلات، وبناء الفِرَق، والتفكير الإستراتيجي، والتعامل مع الآخرين.
تهدف التدريبات التقنية إلى تزويد الموظفين الجدد والقدامى بمهارات ومعلومات تقنية دقيقة تساعدهم في تأدية مهامهم الوظيفية بفعالية. يمكن أن تضم هذه التدريبات مساعدة الموظفين في تعلم لغات البرمجة، وتشغيل الآليات، واستخدام الأدوات والمعدات الخاصة، والتطبيقات البرمجية.
تركز تدريبات ضمان الجودة على الالتزام بمعايير المنتج أو الخدمة وتحسينها، وهو يضم عادةً طرائق مراقبة الجودة وضبطها، وتقنيات تقييم المنتجات والخدمات، وتحسين العمليات، والالتزام بمعايير الجودة، وسلامة الأغذية.
تهدف تدريبات المبيعات إلى تزويد الموظفين بالمهارات والتقنيات التي يحتاجون إليها لتأدية المهام المطلوبة منهم في قسم المبيعات، وهي تشمل شرح خصائص المنتجات، وإدارة علاقات العملاء، والتواصل الفعال، ومهارات التفاوض، وإستراتيجيات البيع.
فيما يلي 10 مواصفات للمدرب الناجح:
يتميز المدرب البارع بخبرته الواسعة في موضوع التدريب، ويجب أن يكون ضليع بالمحتوى، وبأفضل الممارسات المتبعة في قطاع العمل، وأحدث التوجهات. تهدف هذه المعايير إلى ضمان نقل المعلومات المطلوبة إلى الموظفين بفعالية.
التواصل الواضح والمقتضب ضروري للنجاح في نقل المعلومات بفعالية للموظفين، ويجب أن يكون المدرب قادر على تبسيط المفاهيم المعقدة، وشرحها بطريقة ممتعة، وسهلة الاستيعاب، وبما يراعي احتياجات الجمهور.
يجب أن تراعي مبادرات التدريب والمنتورينغ اختلاف أنماط التعلم وتتيح إمكانية تعديل طريقة التدريب بحسب نوع البرنامج. ينبغي أن يكون المدرب قادر على تغيير منهجية العمل والتقنيات المستخدمة بطريقة تراعي اختلاف أنماط تعلم الموظفين وقدرتهم على الاستيعاب وتضمن تقديم تجربة ممتعة ومفيدة للجميع.
يتفهم المدرب الناجح الصعوبات التي يواجهها الموظفون خلال عملية التعلم، وينبغي أن يتعاطف معهم ويصبر عليهم، ويزودهم بالدعم والتوجيه الذي يحتاجون إليه للتغلب على الصعوبات والنجاح في تحقيق أهداف تجربة التعلم. يتميز المدرب المتمكن بقدرته على توفير الظروف التي تتيح للموظفين إمكانية التعلم وتطبيق المهارات والمعلومات المكتسبة.
يلتزم المدرب المتمكن بتنمية نفسه على كل من الصعيدين الشخصي والمهني، كما أنه يستثمر جميع الفرص المتاحة لتحديث مهاراته ومعلوماته وذلك عبر التسجيل في الدورات التدريبية، ومتابعة التطورات في قطاع العمل، وتحديث طرائق وتقنيات التدريس والأدوات التكنولوجية التي يستخدمها في برامج ومنهجيات التدريب.
يدرك المدرب المتمكن اختلاف الإمكانيات ونقاط الضعف من موظف لآخر، كما يقوم بتصميم برامج تدريب مخصصة للاحتياجات الفردية، ويقدم الدعم، والتوجيهات، والتغذية الراجعة اللازمة لتحسين نتائج التدريب.
يجب أن ينمِّي المدرب مهارات التحفيز لكي يلهم موظفيه ويشجعهم أثناء تطبيق برنامج التدريب، ويوفر لهم بيئة ترفع معنوياتهم، وتعزز حماسهم، وثقتهم بأنفسهم، ورغبتهم بإحراز المزيد من التقدم.
يقع على عاتق المدرب مهمة تقييم تقدم الموظفين ومستوى أدائهم، وتحديد نقاط ضعفهم، وتقديم تغذية راجعة بناءة وعملية تساعدهم في تنمية مهاراتهم وتحديث معلوماتهم.
تسهم تدريبات الأقران في تعزيز حس الانتماء وتشجيع الموظفين على تبادل المعلومات وخاصة عندما يحثهم المدرب على التعاون والعمل المشترك. يقع على عاتق المدرب مهمة إجراء النقاشات الجماعية، وتدريبات الأقران، والمشاريع التعاونية التي تهدف لتحسين تجربة التعلم.
ينجح المدرب المتمكن في وضع أهداف تدريبية واضحة ودقيقة، واختيار المقاييس المستخدمة في تقييم نتائج وفعالية مبادرات التدريب. يقع على عاتق المدرب مهمة جمع التغذية الراجعة، ومتابعة التقدم، وتحليل البيانات من أجل تحسين البرنامج وضمان فعاليته في تحقيق النتائج المرجوة.
يعتمد اختيار طريقة التدريب على النتائج المطلوبة، والجمهور المستهدف، والموارد المتوفرة. فيما يلي مجموعة من أبرز الطرائق المستخدمة في تدريب الموظفين:
يجري هذا النوع من التدريب التقليدي ضمن صف دراسي بقيادة مدرب، وهو يتيح إمكانية التواصل، والتحاور، وتطبيق الأنشطة العملية على أرض الواقع.
يتيح التعلم الإلكتروني إمكانية الوصول للوحدات والدورات التدريبية في الزمان والمكان الذي يناسب الموظف. تشمل الميزات الأخرى للتعلم الإلكتروني المرونة، وإمكانية الدراسة الذاتية، وتوفر عناصر الوسائط المتعددة، والاختبارات التفاعلية.
يقتضي التدريب في مكان العمل تأدية المهام والمسؤوليات تحت إشراف منتور أو زميل خبير ضمن مكان العمل، وهو يقدم تجربة عملية ويتيح إمكانية التطبيق المباشر للمهارات والمعلومات المكتسبة.
تعتمد تجارب التعلم الغامر على تقديم تمارين محاكاة مستوحاة من حالات ومشكلات تحدث عادةً في مكان العمل، وهي تسمح للموظفين بتطبيق مهاراتهم واتخاذ القرارات في بيئة آمنة لا تؤثر على سير العمل في الشركة.
يعتمد مبدأ عمل التعلم المصغر على تجزئة المحتوى إلى وحدات قصيرة وسهلة الاستيعاب، وهو يُستخدَم في إجراء التدريبات عند الحاجة، ويساعد في ترسيخ المعلومات.
يقتضي التلعيب إضافة عناصر الألعاب إلى برنامج التدريب بهدف تعزيز حماس الموظفين، واندماجهم، وزيادة قدرتهم على ترسيخ المعلومات. تضم عناصر الألعاب التحديات، والمكافآت، ولوحات المتصدرين.
يُطلَب من الموظفين تحليل أمثلة حقيقية أو تخيلية وتشجيعهم على تطبيق مهارات حل المشكلات، والتفكير النقدي، واتخاذ القرار في بيئة افتراضية.
تقتضي مبادرات الكوتشينغ والمنتورينغ ترتيب اجتماعات منتظمة بين الموظفين والخبراء. يقع على عاتق الخبير مهمة تقديم التوجيهات، والدعم، والتغذية الراجعة المخصصة بهدف مساعدة الموظف في تنمية مهاراته وتزويده بالمعلومات التي يحتاج إليها.
تتيح ورشات العمل التفاعلية، والتمارين التطبيقية، والعروض التوضيحية للموظفين إمكانية المشاركة الفاعلة، وتطبيق المهارات، والتعلم من التجارب المباشرة العملية.
يمكن تشجيع الموظفين على التعاون، ومشاركة المعلومات، والنقاش عبر إنشاء المنتديات الافتراضية، أو تطبيق طريقة مجتمعات الممارسة، أو استخدام منصات التعلم الاجتماعي.
تجدر الإشارة إلى أنَّ طرائق التدريب الناجحة غالباً ما تدمج بين مجموعة من المنهجيات التي تأخذ بعين الاعتبار الأهداف والاحتياجات التدريبية للموظفين. قدم الجزء الثاني من المقال معلومات وافية عن أنواع التدريب، وأبرز طرائقه، كما تطرق إلى مواصفات المدرب الناجح.