لقد أصبحت مهارات التحدث أمام العامة بالغة الأهمية في كافة قطاعات العمل في الوقت الحالي، ولكن يشتكي بعض المختصين من صعوبة إلقاء الخطابات. قدم الجزء الأول من المقال 5 خطوات لإتقان مهارات التحدث أمام العامة وتقديم خطابات وعروض تقديمية تسهم في تحقيق الأهداف المرجوة، ويبحث الجزء الثاني منه في بقية الخطوات، فتابعوا معنا السطور التالية.
يتوقف نجاح تجربة التحدث أمام العامة بشكل أساسي على براعة المتحدث في إثارة اهتمام الحاضرين والحفاظ على انتباههم وتركيزهم واندماجهم معه، وهذا يتطلب تطبيق بعض التقنيات، ويُذكَر منها ما يلي:
يتجاوب الأفراد عموماً مع القصص، ويُعتبَر السرد القصصي طريقة فعالة لتوضيح الأفكار والحفاظ على اهتمام الجمهور، وهو يتطلب اختيار قصص تتعلق بموضوع الخطاب. حاول أن تستخدم قصص شخصية وقريبة من حياة الناس قدر الإمكان.
تُستخدَم الدعابات والتعليقات الفكاهية من أجل تلطيف الأجواء ومساعدة الحاضرين على الشعور بالراحة والاسترخاء. تساعد هذه التقنية بشكل خاص عند طرح المواضيع الصعبة.
تشمل العناصر البصرية العروض التقديمية، ومقاطع الفيديو، والرسوم البيانية، وهي تساعد في الحفاظ على اهتمام الحاضرين، وتوضيح الأفكار، وتلطيف الأجواء في حالة العروض التقديمية الطويلة.
حاول أن تشجع الحاضرين على المشاركة والتفاعل معك، وذلك عبر طرح الأسئلة، وإجراء استطلاعات الرأي، وتطبيق الأنشطة الجماعية. تفيد هذه الطريقة في الحفاظ على اهتمام الحاضرين، ومساعدتهم في ترسيخ المعلومات.
لا يتعلق اندماج الموظفين بالحفاظ على اهتمامهم خلال العرض التقديمي فقط، بل بمساعدتهم في ترسيخ المعلومات على الأمد الطويل.
أدوات العرض التقديمي فعالة للغاية في تعزيز مهارات التحدث أمام العامة، ولكنها يمكن أن تصبح مصدر لبعض الأخطاء الشائعة عندما لا تُستخدَم كما ينبغي.
فيما يلي مجموعة من الاستخدامات الخاطئة لأدوات العرض التقديمي:
تُستخدَم أدوات العرض التقديمي لتحسين جودة الخطاب لكنها لا تغني عن التحدث والتفاعل مع الجمهور ولا تلغي دور المتحدث.
يمكن أن يتسبب هذا الخطأ في تشتيت انتباه الحاضرين وإرهاقهم ومنعهم من المتابعة معك وفقدان اهتمامهم بالموضوع. يُنصَح بالتركيز على العناصر البصرية مثل الصور، ومقاطع الفيديو، والمخططات، والرسوم البيانية التي تساعد في توضيح المعلومات وإيصال الفكرة الأساسية من الخطاب.
من الضروري أن تجرب أداة العرض التقديمي خلال مراحل الإعداد، وتتأكد أنك تعرف كيف تستخدم البرنامج قبل حلول موعد الفعالية حتى لا تواجه مشكلة تقنية أثناء إلقاء الخطاب أمام الجمهور.
قد تبدو هذه البهرجة جذابة لكنها يمكن أن تتسبب في تشتيت انتباه الحاضرين ومنعهم من فهم المعنى المراد من الخطاب. بالتالي، ينبغي أن تستخدم تصاميم بسيطة تساعد في توضيح المعنى وتلفت انتباه الحاضرين دون أن تشتت تركيزهم.
أي باختصار، ينبغي أن تستخدم أدوات العرض التقديمي بطريقة صحيحة وتتجنب الأخطاء الشائعة لكي تستفيد من هذه الأدوات في رفع سوية عرضك وتقدم خطاب يتجاوب معه الحاضرون.
يخشى المتحدثون عموماً فقرة الإجابة عن أسئلة الحاضرين في نهاية الخطاب لأنهم لا يملكون أدنى فكرة عن الاستفسارات التي يمكن أن تُوجَّه إليهم.
فيما يلي 4 خطوات للتعامل مع هذه الأسئلة:
يجب أن تحدد المواضيع التي يمكن أن يؤول إليها خطابك، وتخمن الأسئلة التي قد تخطر للحاضرين. تساعد هذه الطريقة في زيادة ثقتك بنفسك واستعدادك عندما تبدأ فقرة الإجابة عن الأسئلة.
حاول أن تحافظ على هدوئك واتزانك عندما يطرح أحد الحاضرين سؤال صعب، وذلك عبر التنفس بعمق والتفكير بالموضوع ملياً قبل أن تجيب عن السؤال. من الطبيعي أن تتعرض لأسئلة صعبة تعجز عن الإجابة عنها أثناء الخطاب، وفي هذه الحالة عليك أن تعترف بجهلك للإجابة، وتتواصل مع الشخص الذي طرح السؤال في وقت لاحق لكي تقدم له إجابة دقيقة.
ينبغي أن تصغي إلى السؤال باهتمام، وتتواصل بصرياً مع الشخص الذي طرحه لكي يعرف أنك حاضر الذهن ومستعد للتحاور معه. يجب أن تفكر من ناحية أخرى بتأثير الإجابة على بقية الحاضرين، وتراعي اهتماماتهم ومشكلاتهم في إجابتك.
لا بأس بأن تعارض كلام الشخص الذي يطرح السؤال عليك، ولكن احرص على التصرف بلباقة واحترام وأسلوب مهني. يساعد إتقان جلسات الأسئلة والأجوبة في زيادة ثقتك بنفسك أثناء الإلقاء من جهة، وتقوية علاقتك بالجمهور من جهة أخرى.
يمكن أن تواجه صعوبة في الاستعداد لمختلف أنواع فعاليات التحدث، ولكن من الضروري أن تحضِّر محتوى وتختار أسلوب إلقاء يناسب جمهورك وطبيعة الفعالية التي ستشارك فيها.
تختلف إستراتيجيات الإعداد والتحضير بحسب نوع الفعالية، وغالباً ما تكون الكلمات الافتتاحية عبارة عن خطابات طويلة تعطي فكرة عن برنامج الفعالية أو المؤتمر. يحتاج المتحدث في هذا النوع من الخطابات إلى فهم موضوع الفعالية ومواصفات الجمهور الذي يتحدث إليه، كما ينبغي أن يكون الخطاب ممتع، وملهم، ويقدم معلومات مفيدة للحاضرين. وأخيراً، يجب أن تستعد للإجابة عن أسئلة الحاضرين.
عادةً ما تكون الخطابات في المؤتمرات العالمية مثل "تيد" (TED) عبارة عن عروض تقديمية قصيرة تناقش مسألة محددة أو فكرة دقيقة مع جمهور كبير من الناس. يجب أن يكون المتحدث خبير في مجال عمله ويمتلك وجهة نظر خاصة به عن الموضوع الذي ينوي طرحه عندما يشارك في مؤتمرات "تيد". كما ينبغي أن تكون مستعداً لاستخدام العناصر البصرية مثل شرائح العرض التقديمي أو مقاطع الفيديو من أجل تقديم تجربة متكاملة للجمهور.
يمكن أن تشمل فعاليات التحدث الأخرى الندوات الحوارية، وورشات العمل، وجلسات التدريب، حيث تتطلب كل واحدة منها استخدام منهجية عمل مختلفة في التحضير، والتقديم، والتفاعل مع الجمهور المستهدف.
وفي جميع الأحوال، يجب أن تتدرب على الإلقاء أمام جمهور تجريبي وتطلب منهم تقديم تغذية راجعة صريحة وبناءة عن أدائك، كما يمكنك أن تتمرن على إلقاء الخطاب أماك المرآة أو تصوِّر نفسك وتشاهد التسجيل لكي تحدد التغييرات اللازمة على نبرة صوتك، وسرعة تحدثك، وحركات لغة جسدك. يجب أن تهيئ نفسك أيضاً للتأقلم مع التغيرات والمشكلات غير المحسوبة التي يمكن أن تطرأ أثناء العرض.
يتطلب إتقان مهارات التحدث أمام العامة المواظبة على التدريب والممارسة، وهذا ينطبق على المتحدثين الخبراء أيضاً.
فيما يلي 5 خطوات للتنمية والتطوير المستمر لمهارات التحدث أمام العامة:
تقتضي هذه الخطوة تسجيل الخطابات التي تلقيها لكي تراجعها فيما بعد وتبحث عن التعديلات والتحسينات الممكنة. حاول أن تنتبه للغة جسدك، ونبرة صوتك، وسرعة تحدثك، ومدى اعتمادك على كلمات الحشو في الخطاب.
يجب أن تطلب من زملائك الموثوقين، أو المنتورز الذين تتعامل معهم تقديم تغذية راجعة عن أدائك في الخطابات. يمكنك أن تحصل بهذه الطريقة على نقد بنَّاء يساعدك في تحديد التحسينات التي تحتاج إليها.
تقتضي هذه الطريقة حضور الندوات والفعاليات لكي تتعلم من المتحدثين الآخرين وتكتشف بعض الأفكار والتقنيات الجديدة.
ثمة عدد كبير من الكتب التي تبحث في موضوع التحدث أمام العامة وهي تشمل الأدلة التوجيهية الخاصة بالمبتدئين والمراجع التي تشرح عن تقنيات التحدث المتقدمة. تساعد قراءة هذه الكتب في تحديث مهارات التحدث أمام العامة والحصول على الإلهام اللازم.
تزداد الثقة بالنفس والقدرة على التحدث بأريحية مع الممارسة أمام الجمهور، لهذا السبب يجب أن تستثمر جميع الفرص المتاحة للتحدث أمام الآخرين في فعاليات العمل، والمناسبات الاجتماعية.
يساعد الالتزام بالتنمية والتطوير المستمر في تحسين مهارات التحدث أمام العامة وزيادة فعالية وتأثير المتحدث وقدرته على إقناع الجمهور.
من الطبيعي أن تواجه بعض الصعوبة في إلقاء الخطابات والعروض التقديمية، ولكن تساعد التحضيرات والعقلية المناسبة في زيادة الثقة بالنفس والقدرة على إمتاع الجمهور. لقد قدم الجزء الثاني من المقال مجموعة من الخطوات التي تساعد المتحدث في إلقاء خطاب ممتع يقنع الجمهور ويترسخ في أذهانهم على الأمد الطويل.