أصبح التدريب الافتراضي ضروري للفرق التي تعمل عن بُعد، لكنّه للأسف لا يُصمَّم ولا يُقدَّم بفعالية، لا سيما مبادرات التدريب الافتراضي بقيادة مدرب (VILT)، وقد وصف المتدربون هذه البرامج كما يلي:
ولكنَّ النجاح في تقديم التدريب ممكن لمن يستفيد من المزايا الفريدة التي يقدمها التدريب الافتراضي بقيادة مدرب.
في ما يلي 3 خطوات أساسية لإنشاء وتقديم التدريب الافتراضي بفعالية وتجنب الفشل:
تتوفر كثيرٌ من المنصات لتقديم التدريب الافتراضي بقيادة مدرب مثل: "زووم" (Zoom)، و"أدوبي كونيكت" (Adobe (Connect، و"مايكروسوفت تيمز" (Microsoft Teams) و"سيسكو ويبيكس" (Cisco Webex)، و"غو تو ويبينار" (GoToWebinar) و"أون 24" (On24)، وغيرها. تحمل كل منصة منها ميزة معينة، ويعتمد اختيارها على الهدف من التدريب. في ما يلي بعض من تلك الأهداف والمنصات التي تناسبها:
يجب أيضاً تحديد الأدوات اللازمة لتقديم التدريب المطلوب مثل: غرف الاجتماعات المنفصلة، والسبورات البيضاء الافتراضية، وغرف الدردشة، واستطلاعات الرأي، وأدوات مشاركة مقاطع الصوت والفيديو.
يُنصَح بتصميم التدريب وفقاً للهدف المطلوب، ثم وضع خطة لتحقيق ذلك، وبعدها اختيار المنصة المناسبة لإجرائه.
تقع بعض المؤسسات في خطأ تصميم التدريب ليناسب المنصة التي تمتلكها، ولكن قد لا ينجح الأمر دوماً؛ لذا يجب التحقق من توافق الإمكانات المتاحة مع الاحتياجات التدريبية.
هناك سؤالان يجب طرحهما عند اختيار المنصة المناسبة للتدريب:
إذا كان الهدف من التدريب مشاركة بعض المعلومات مع مجموعات كبيرة من الحضور، فيمكن استخدام إحدى منصات الندوات الافتراضية، وإذا كان الهدف عقد اجتماعات أو تقديم تدريب افتراضي، فيجب استخدام منصة للاجتماعات الافتراضية، أما إذا كان الهدف إجراء تدريب افتراضي بقيادة مدرب شبيه بالتدريب في الصفوف، فيجب استخدام منصة تحتوي على أدوات مثل: الغرف المنفصلة والسبورة البيضاء الافتراضية وغيرها، وأخيراً إذا كان التدريب الافتراضي جزءاً من دورة تمتد إلى عدة سنوات، يتم فيها تعليم عدة مهارات باستخدام الوسائط المتعددة، فالمطلوب هو اعتماد نظام فعال لإدارة التعلم (LMS).
يجب دراسة الأدوات التي توفرها المنصة بعناية، فهي تعزز تفاعل المتدربين، وتحسِّن التجربة، وتزيد قدرة المشاركين على ترسيخ المعلومات وتطبيقها في العمل، مما يسهم في تحقيق النتائج التي تسعى إليها الشركة.
تُقسم هذه الأدوات إلى فئتين:
في ما يلي مجموعة من أدوات المتدربين التي تساعد في زيادة مستوى المشاركة، والتفاعل، والاستمتاع بالتدريب:
لا يعني احتواء المنصة على معظم هذه الميزات أنَّها المناسبة لتقديم التدريب؛ بل يجب مراجعة أهداف التعلم، والتفكير في كيفية تحقيقها، والبحث عن الأدوات اللازمة لها. تجنب استخدام الأدوات إن لم تكن ضرورية للتعلم أو العمل.
أما الفئة الثانية من الأدوات فهي للمدربين، والتي غالباً ما يتم تجاهلها؛ لذا يجب أن يختار المدرب منصة تساعده في زيادة تفاعل المشاركين، وتسمح له بالتحكم بشاشة العرض من أجل لفت انتباههم إلى المفاهيم الرئيسة، كما ينبغي أن تحتوي على ميزات الوسائط المتعددة، وتتيح إمكانية رصد مستوى تفاعل المشاركين، وطلب مشاركتهم بالاسم، وإدارة المحتوى المرئي، وإعداد التقارير. يجب التحقق من سهولة تسجيل الدخول واستخدام الأدوات، ومتطلبات الوصول إلى الواجهة الخلفية وضبط إعداداتها.
إنَّ فريق التعلم والتطوير مسؤول عن التدريب التقليدي بقيادة مدرب (ILT)، فهم:
تُعَد المتطلبات التكنولوجية من أبرز صعوبات التدريب الافتراضي بقيادة مدرب، فهو يقتضي عادةً ضم بعض العاملين في قسم "تكنولوجيا المعلومات" (IT ) إلى الفريق.
من الهام التعاون مع فريق تكنولوجيا المعلومات من بداية العملية ليساعد في اختيار منصة التدريب واستخدامها، تجنباً لأي مشكلات تقنية لاحقة.
تشمل المتطلبات التكنولوجية الهامّة ما يلي:
يجب أخذ جميع هذه العوامل في الحسبان عند اختيار المنصة المناسبة للتدريب الافتراضي بقيادة مدرب.
تُعرَّف "عتبة المشاركة" (Engagement Threshold) على أنَّها المرحلة التي يتم فيها لفت انتباه الفرد نحو شيء معيَّن، بحيث يكون الانتباه معدوم دونها.
تشرح الشركات مفهوم "عتبة المشاركة" للعاملين في قسم المبيعات، لكي ينجحوا في الحفاظ على انتباه فريق المشتريات خلال الاجتماعات الافتراضية، ولكن تكمن المشكلة في صعوبة الحفاظ على انتباه فِرَق المبيعات أثناء شرح هذا المفهوم، وخاصة في برامج التدريب الافتراضية.
من الأخطاء الكبيرة التي ترتكبها الشركات هو تحويل التدريب المباشر، الذي يُقام في الصفوف الدراسية، إلى تدريب افتراضي بقيادة مدرب دون التفكير بتبعاته، ولكنَّه إجراء لا يصلح أبداً، ولا يمكن اعتبار التدريب الافتراضي بقيادة مدرب النسخة الإلكترونية من التدريب المباشر.
فيما يلي 3 أمور هامّة بهذا الخصوص:
يجب تصميم المواد والتمارين لتناسب التدريب الافتراضي؛ فهناك أمورٌ كثيرةٌ يجب إعدادها مثل: افتتاحية الجلسات، وتقديم المحتوى، وإدارة المناقشات، والسلاسة في عرض العناصر المرئية والشرائح، والقدرة على فهم شعور المتدربين، والتفاعل وأنواعه، والمسافة الجسدية بين المشاركين، والمشتتات، والتكنولوجيا، والاستراحات، والغرف المنفصلة، والتمارين والأنشطة.
في ما يلي 3 عناصر هامّة لتصميم التدريب الافتراضي بقيادة مدرب:
فكر بعدها في كيفية تحقيق ذلك عبر الإنترنت؛ إذ تتضمن عناصر التصميم الهامّة: سلاسة الجلسات، والتسلسل الافتراضي، والتفاعل.
لا تتوقع أن ينجح التدريب الافتراضي بقيادة مدرب وتحافظ على انتباه المشاركين عبر الإنترنت إذا كان يمتد إلى ساعات طويلة دون فترات راحة مناسبة. يجب بدلاً من ذلك إنشاء جلسات قصيرة هدفها واضح، وعدم الإكثار من المحتوى، وترك مجال للنقاش والتطبيق لكي يكون التدريب عملي، ومفيد، وممتع.
يؤدي تصميم الشرائح دوراً هاماً في جذب انتباه المشاركين؛ إذ يجب الإكثار من الشرائح والعناصر المرئية وتقليل المحتوى في التدريب الافتراضي بقيادة مدرب؛ لأنَّ الصور والحركة تساعدان في الحفاظ على انتباه المتدربين وتركيزهم.
من الصعب استعادة تركيز المشاركين في التدريب الافتراضي بقيادة مدرب بعد فقدانه، فإذا لم يتم التعامل مع عوامل التشتيت مباشرة، سيزداد احتمال فشل التدريب. لذا من الهام الحفاظ على انتباه المتدربين عن طريق استخدام التطبيقات العملية، وتنويع العناصر البصرية، وحثهم على التفكير في موضوع معيَّن، والمشاركة في الجلسة.
في ما يلي بعض الممارسات التي تساعد في جذب انتباه المشاركين والحفاظ عليه:
اطلب من المشاركين إغلاق البريد الإلكتروني والهواتف والإشعارات والتطبيقات. قد لا يلتزم الجميع بذلك؛ لذا يجب الإصرار عليهم للتخلص من جميع المشتتات عن طريق وضع ملاحظة تطلب فيها من جميع المشاركين إيقاف تشغيل التطبيقات الخلفية وكتم الهواتف، والتأكيد على الأمر عند بدء الجلسة، ومنح المشاركين بضع دقائق للتخلص من هذه المشتتات.
يتطلب التدريب الافتراضي مشاركة المتدربين، وليس الإصغاء فحسب. بالتالي، يجب أن تطلعهم على قواعد المشاركة خلال الجلسة، ولتكن مناداة المتدربين بأسمائهم، واستخدام مقاطع الصوت والفيديو، وتقسيم الحاضرين إلى مجموعات صغيرة. اعمل على إثارة انتباههم من بداية الجلسة، وأكد على أهمية تركيز كامل الانتباه على الشرح.
تتراوح الفترات الزمنية الفاصلة بين التمارين والتفاعلات في التدريب الذي يجري على أرض الواقع بين 15-20 دقيقة، لكن يختلف الأمر في التدريب الافتراضي، الذي يتطلب المشاركة المستمرة في الأنشطة. يمكن استخدام استطلاعات الرأي، والدردشة، والاختبارات، ومقاطع الفيديو، والسبورات البيضاء، والغرف المنفصلة، وغيرها لتسهيل ممارسة هذه الأنشطة.
شجع المتدربين على المشاركة، والدردشة، وإرسال التعليقات والأسئلة، فكلما زاد التفاعل، كانت الجلسة أفضل.
احرص على رصد مستويات التفاعل والمشاركة للتأكد من أنَّ المتدربين يصبون كامل تركيزهم على البرنامج؛ فإذا كان أحدهم لا يشارك في استطلاعات الرأي أو الدردشات، يمكن إرسال رسالة خاصة للاستفسار عن السبب.
يؤدي ذلك إلى زيادة الانتباه والتفاعل. يمكن أن تقول مثلاً: "بعد هذا النشاط، سأطلب منكِ يا "سارة" تشغيل كاميرا الويب وتقديم عرض للمجموعة"، أو "كيف ستتعامل مع هذا الاعتراض في محادثات المبيعات يا أمجد؟".
يمكن تعزيز متعة التدريب بالتفاعل بين المدرب والمضيف عن طريق الألعاب والمرح.
يحقق التدريب النتائج المرجوة عندما يشغل انتباه وتركيز الحاضرين، ويضمن تفاعلهم واندماجهم، وذلك عن طريق الاستفادة من العناصر التفاعلية والأنشطة والتطبيق العملي للمعلومات، مما يبرز أهمية اختيار منصة تحتوي على العناصر والأدوات التفاعلية التي تحتاج إليها. يتطلب التدريب الافتراضي بقيادة مدرب تصميم أنشطة تفاعلية متنوعة.
يجب افتتاح جلسة التدريب بطريقة مثيرة للاهتمام، وإلا سيفقد المشاركون انتباههم، وعلى فرض أنك نجحت في نيل انتباههم في بداية الجلسة، عندئذٍ عليك أن تحافظ عليه وتحاول زيادته عن طريق استخدام العناصر التفاعلية، والأنشطة، والتطبيقات العملية. يمكن استخدام ما يلي مثلاً:
استخدم إحدى هذه الطرائق أو غيرها لإعادة جذب انتباه المتدربين كل 3 دقائق تقريباً، وإذا تطلَّب شرح مفهوم ما وقتاً أطول من ذلك، جرب تقسيمه إلى فترتين.
وفقاً لنظرية "إدغار ديل" (Edgar Dale) المسمَّاة بـ"مخروط الخبرة" (Cone of Experience)، يتذكَّر الناس:
لهذا السبب من الهام التفاعل والمساهمة في التدريب الافتراضي.
لا يعني نجاح المدرب في تقديم التدريب على أرض الواقع أنَّه سينجح في تقديمه عبر الإنترنت؛ إذ يجب أن يتعلم المدربون كيفية تقديم التدريب وتشجيع الحاضرين على المشاركة والاندماج بصورة مختلفة. في ما يلي بعض النقاط الهامّة عند تقديم التدريب الافتراضي:
يتطلب تقديم التدريب افتراضياً قدراً كبيراً من الطاقة الذهنية والإعداد والتعاون، وقد لا يستطيع بعض المدربين ببساطة التقديم في بيئة افتراضية. يجب أن يفهموا الاختلافات بين التقديم عبر الإنترنت والتقديم شخصياً، ويعملوا على صقل مهاراتهم الرقمية.
يجب أن يتواجد مضيف في كل جلسة تدريب افتراضي بقيادة مدرب، فقد تطرأ أمور خلال الجلسات تتطلب أن يتم التعامل معها فوراً؛ لذا هناك حاجة لمضيف يعالج مثل هذه الحالات ليتمكن المدرب من التركيز على تجربة المشاركين وتعلمهم.
من الهام التحضير للتدريب، لا سيما إذا كان افتراضياً، وإلا قد يفشل؛ إذ يجب أن يستعد كل من المدرب، والمضيف، والمتدربين، وينبغي أن يعرف المشاركون ما عليهم فعله، مثل: الانضمام إلى التدريب بالفيديو، أو مشاركة الصوت، أو إكمال مهمّة قبل البدء، كما يجب تحديد البرامج التي عليهم تحميلها على هواتفهم. غالباً ما يتم تجاهل إعداد المشاركين، رغم أهميته في نجاح التدريب الافتراضي.
تجد عديدٌ من المؤسسات صعوبةً في إنشاء التدريب الافتراضي أو تحويل التدريب الشخصي إلى تدريب افتراضي، فهو مجال جديد، ولا ينجح في كثير من الحالات نتيجة كثرة المشكلات المتعلقة بالجوانب التقنية والمدربين وتصميم التعلم.
يؤدي تصميم الدورات بطريقة تلائم بيئة التعلم الافتراضية إلى إنشاء تدريب مؤثر، وتحقيق نتائج ممتازة.