العادات هي أفعال تقوم بها تلقائياً كل يوم دون تفكير؛ لأنَّها مترسِّخة في شخصيتك وطبعك، وقد أكَّد الباحثون في "جامعة ديوك" (Duke University) أنَّ العادات تشكِّل 40% من السلوكات اليومية. يبحث المقال في العادات اليومية التي تحسِّن ممارسات الكوتشينغ التي يطبِّقها القادة مع الموظفين.
يساعد القائد البارع موظفيه على تحسين أدائهم وزيادة مستوى رضاهم عن عملهم عبر تطبيق ممارسات الكوتشينغ، ممَّا يدفع بعضهم إلى التساؤل عن العادات والسلوكات والأفعال التي تميِّز الكوتش البارع عن غيره.
جُمِعَت بيانات أكثر من 4000 قائد، وقد بيَّنت نتائج التقييم وجود علاقة مباشرة بين فعالية ممارسات الكوتشينغ التي يطبِّقها القائد ومستوى اندماج الموظفين العاملين لديهم. وطُلِب من الموظفين الإجابة عن 8 أسئلة لتقييم مستوى اندماجهم، وقد بيَّنت النتائج أنَّ اندماج الموظفين مع الكوتش الأقل فعالية يُقدَّر بقرابة 23%، في حين تصل هذه النسبة في حالة الكوتش الفعال إلى 73%. هذا المعيار بالغ الأهمية؛ لأنَّ مستوى اندماج الموظف يحدِّد مدى رضاه عن عمله، ومقدار الجهود التي يبذلها، واحتمال تقديم قرار الاستقالة.
فيما يأتي 7 عادات كوتشينغ تميِّز القائد الناجح:
غالباً ما يكون القائد مشغولاً، ومرهقاً، وفي حاجة ماسَّة للمزيد من الوقت، وهو يقدِّم المساعدة لموظفيه، لكنَّ مسؤولياته كثيرة ووقته ضيق.
يحاول بعض القادة الانتهاء من جلسة الكوتشينغ بأقصى سرعة ممكنة دون إبداء أي اهتمام حقيقي بمساعدة الموظف على تطوير إمكانياته، في حين يبذل القائد الناجح وقته وجهده في تقديم المساعدة والدعم بحماس وشغف يبرز تقديره لأهمية تطوير موظفيه.
تجدر الإشارة إلى أنَّ الوقت المخصَّص للجلسة لا يختلف كثيراً بين الكوتش الناجح ونظيره الفاشل، ولكن يكمن الفارق في الشعور الذي نقله هذا الكوتش إلى الموظف. تؤكِّد سلوكات الكوتش البارع خلال الجلسة أنَّه يطوِّر الموظف ولا يمانع بذل وقته وجهده في سبيل مساعدته، وهذا ما يميِّزه عن نظيره الفاشل.
تشمل نشاطات التعلم والتطوير الفعالة مهام عمل تُكسِب الموظف مهارات جديدة، وهذا يتطلب من المدير تخصيص بعض الوقت للاستعلام عن شغف الموظف وطموحاته. تحسِّن مهام العمل مهارات الموظف وتنمِّي قدراته؛ لأنَّه يتعلم من التجربة والتطبيق المباشر. يشرح بعض القادة المهارات المطلوبة من الموظف قبل تكليفه بالقيام بالمهمة، في حين يؤمِّن القائد الناجح بيئة حاضنة للتعلم ضمن الشركة، وذلك عن طريق تكليف الموظف بإنجاز مهمَّة جديدة مع الحرص على تشجيعه ودعمه في أثناء العملية؛ أي يحدث التعلم في هذه الحالة من خلال التطبيق العملي.
يفترض معظم الأفراد أنَّ التغذية الراجعة تشير إلى أخطاء الآخرين فقط، ولكن تؤكِّد الأبحاث العلمية أنَّ التغذية الراجعة الفعالة تكون إيجابية وتحفيزية وبعيدة عن النقد الهدَّام وتصحيح الأخطاء، ويتجنَّب معظم الموظفين التغذية الراجعة؛ لأنها غالباً ما تركِّز على أخطائهم في العمل، لهذا السبب عليك أن تشير إلى إنجازاتهم وتشيد بأدائهم وتُعرِب عن تقديرك لجهودهم.
يصبح الموظف بهذه الطريقة أكثر استعداداً لتقبُّل التغذية الراجعة النقدية والاقتراحات والملاحظات لكي يستفيد منها في تنمية مهاراته وإمكانياته.
يوفر القائد الفذ ظروف تُلهم الموظفين وتشجِّعهم على تحقيق إنجازات عظيمة وأهداف سامية، وهذا القائد هو مصدر الإلهام، والتحفيز، والحماس، والشغف، والطموح في الشركة، كما أنَّه يشجِّع موظفيه على تحسين أدائهم وتحقيق المزيد من الأهداف والإنجازات.
كثيراً ما يطالب القائد موظفيه بالامتثال لمعايير هو نفسه لا يلتزم بها، ويفترض القائد الفاشل أنَّ منصبه يمنحه حقَّ مخالفة القواعد والمعايير التي يفرضها على الآخرين، في حين يطبِّق القائد الناجح الالتزامات التي يطالب بها موظفيه لكي يشجعهم على الاقتداء به.
تكمن فرص التعلم في المهام والأعمال الصعبة التي تجبر الفرد على تجاوز منطقة راحته وإحداث تأثير في العالم من حوله، وقد بيَّنت الأبحاث العلمية أنَّ تحقيق الأهداف الصعبة يزيد من اندماج أعضاء الفريق ومستوى رضاهم الشخصي، وشعورهم بالتقدير، والكفاءة، والقدرة على الإنجاز.
يحقِّق القائد الناجح التوازن بين أهداف الشركة والتزامات الحياة الشخصية للموظفين حفاظاً على عافيتهم ومستوى أدائهم في العمل. يفترض معظم القادة أنَّ الموظف مسؤول عن إخبارهم بالتزاماته الشخصية ولتكن حضور فعالية في مدرسة طفله أو مساعدة والده المُسن مثلاً، ولكن يواجه الموظفون صعوبة بالغة في مصارحة القادة بهذه المعلومات الخاصة في غالب الأحيان، بالتالي يجب أن يبذل المدير قصارى جهده للتقرب من موظفيه وتشجيعهم على مصارحته بما يحدث في حياتهم الخاصة لكي يحقِّق لهم التوازن.
قدَّم المقال مجموعة من العادات التي تزيد فعالية ممارسات الكوتشينغ. يمكنك أن تعمل على اكتساب كل واحدة منها على حدة وبالترتيب الذي يناسبك، وقد بيَّنت الأبحاث أنَّ فعالية ممارسات الكوتشينغ ترتفع حتى تصل إلى النسبة 79% عند إتقان 3 عادات فقط ممَّا وردَ ذكره في المقال، بالتالي يُنصَح بالتمعُّن في المعلومات المذكورة في المقال لكي تختار 3 عادات ضرورية لتحسين أدائك وزيادة فعالية ممارساتك في الوقت الحالي. تساعد فعالية ممارسات الكوتشينغ الموظفين من جهة، وتحسِّن موقفهم تجاه القائد من جهة أخرى.