20 خطوة لبناء ثقافة التعلم في الشركة (الجزء الأول)

20 خطوة لبناء ثقافة التعلم في الشركة (الجزء الأول)

9th أكتوبر, 2024

يشترط نجاح الشركة في تحقيق النتائج المطلوبة موافقة العاملين على أهدافها، ومعرفة قيمها، ورسالتها، وبنيتها، ومنتجاتها، وزبائنها، وإجراءات العمل الخاصة بها. ولكن كيف تضمن حصول كل واحد من أعضاء الفريق على المعلومات اللازمة؟

يتم ذلك عن طريق نشر ثقافة التعلم في الشركة.

يتطلب نشر ثقافة التعلم في الشركة بعض الوقت والجهد لكنه يحقق نتائج فعالة على الأمد الطويل.

تعريف ثقافة التعلم في المؤسسة

تقتضي ثقافة التعلم تشجيع العاملين على فهم قيم المؤسسة، وإجراءات العمل، والقواعد المتبعة فيها، والمهارات المطلوبة منهم، وهي تتيح لهم إمكانية اكتساب المعلومات والمهارات والقدرات اللازمة لتحسين أدائهم، وإرضاء العملاء، والمساهمة في توسيع نطاق أعمال المؤسسة.

أهمية ثقافة التعلم

تؤثر ثقافة التعلم على كافة جوانب النشاط التجاري بدءاً من مستوى الإنتاجية وصولاً إلى معدل الاحتفاظ بالعمالة. أجرت شركة "آي بي إم" (IBM) دراسة تهدف إلى تقييم فعالية وأهمية برامج تدريب الموظفين، وقد بينت النتائج أنَّ 84% من الموظفين يتلقون التدريب الذي يحتاجون إليه في الشركات الناجحة، في حين بلغت هذه النسبة حوالي 16% في الشركات ضعيفة الأداء. كشفت دراسة حديثة أخرى أنَّ استثمار الشركة في برامج التدريب والتطوير هو السبب الرئيسي لبقاء الموظفين وولائهم وذلك بحسب 94% من المشاركين.

تقديم برامج التدريب ضروري لنمو المؤسسة واستبقاء العاملين، وهو يؤثر على مستقبل النشاط التجاري.

بناء ثقافة تعلم في الشركة

فيما يلي 20 خطوة لبناء ثقافة التعلم في الشركة:

1. تقييم إستراتيجيات التدريب الحالية في الشركة

تقتضي الخطوة الأولى لنشر ثقافة التعلم في الشركة النظر في مبادرات التدريب الرسمية وغير الرسمية، وذلك عن طريق تقييم أساليب وتقنيات التعلم، والمحتوى، والمواد وغيرها من التفاصيل.

تساعد هذه الدراسة التحليلية في تحديد نقاط القوة والضعف في مبادرات التعلم التي تقدمها الشركة، والاعتماد على النتائج في إعداد إستراتيجية فعالة وشاملة للموظفين.

2. إعداد خطط مفصلة لمبادرات التدريب

يجب إعداد تجارب منظمة وهادفة لتنمية مهارات الموظفين بين الحين والآخر إلى جانب مبادرات التدريب غير الرسمية. ينبغي أن تكون تدريبات قواعد السلوك، وتأهيل الموظفين الجدد، والتعريف عن المنتجات مدروسة ومنظمة لضمان حصول الموظفين على المعلومات المطلوبة.

تساعد برامج التدريب المنظمة في تكوين أساس معرفي مشترك وموحد بين جميع العاملين في الشركة، وهي تضمن حصولهم على نفس المصادر والبرامج التعليمية.

3. الاستعانة بخبراء المادة

تواجه الشركة عدة صعوبات عند بناء ثقافة التعلم ومن أبرزها تصميم المواد التدريبية بسبب ضخامة المعلومات التي يحتاج إليها الموظفون. يُنصَح بالاستعانة بخدمات خبراء المادة في إعداد المحتوى واقتراح المواد التدريبية على الموظفين. يمكن أن يكون هذا الخبير مدير أو موظف عادي، وهو مختص بإعداد المواد واقتراح المصادر والمراجع على المعنيين بالتدريب.

ثقافة التعلم في الشركة

4. الاستعلام عن الاحتياجات التدريبية للموظفين

يجب أن تجمع أكبر قدر من المعلومات من الموظفين لكي توفر لهم بيئة مناسبة للتعلم، وذلك عن طريق مناقشتهم باحتياجاتهم التدريبية، والمعلومات والمهارات التي تنقصهم لتحسين أدائهم في العمل. حاول أن تستعلم عن وجهات نظر الموظفين بغية تحسين برامج التدريب وتلبية الاحتياجات المطلوبة.

يمكنك أن تحصل على هذه التغذية الراجعة عن طريق إجراء اجتماعات مع الموظفين على أرض الواقع، أو عبر البريد الإلكتروني، أو عن طريق إرسال استطلاعات الرأي من خلال "نظام إدارة التعلم" (LMS) في حال توفره ضمن الشركة.

5. إتاحة إمكانية الوصول لمواد التدريب بسهولة

تنخفض فعالية برامج التدريب عندما تكون الإجراءات معقدة وصعبة على الموظفين، لهذا السبب يجب أن تكون المبادرات سهلة وسلسة قدر الإمكان. حاول أن تختار "نظام إدارة تعلم" سهل الاستخدام بحيث يتمكن الموظف من تسجيل الدخول وبدء التدريب دون بذل أي مجهود يُذكَر. يجب أن تكون واجهة البرنامج بسيطة، مع الحرص على تطبيق التعلم المتنقل الذي يتيح للموظف إمكانية الخضوع للتدريب في الزمان والمكان الذي يناسبه.

يجب أن تعلم الموظفين بمكان إجراء الدورة التدريبية فور إطلاق البرنامج، وتشرح لهم عن آلية التسجيل لكي تكون العملية بسيطة وسلسة قدر الإمكان.

6. التأكيد على أهمية التعلم والتطوير من بداية التعيين

يتطلب بناء ثقافة التعلم في الشركة التأكيد على أهمية التدريب والتطوير وترسيخ فكرة التعلم المستمر في أذهان الموظفين منذ بداية تعيينهم في الشركة. يتم ذلك عن طريق إجراء دورات تدريبية مدروسة لتأهيل الموظفين الجدد عند التحاقهم بالعمل عبر "نظام إدارة التعلم"، بالإضافة إلى ورشات العمل وبرامج المنتورينغ. تضمن هذه الإجراءات التزام الموظفين بالتعلم وتنمية مهاراتهم خلال فترة عملهم بالشركة.

7. تخصيص وقت محدد للتعلم

يواجه الموظفون مشقة بالغة في تخصيص الوقت اللازم للتعلم بسبب ضغوطات العمل على المهام والمشاريع إلى جانب الاجتماعات الدورية، وهو السبب الرئيسي لامتناع معظم الموظفين عن التعلم وتنمية مهاراتهم. يتطلب بناء ثقافة التعلم تشجيع الموظفين على تخصيص بعض الوقت من ساعات العمل للتعلم وتنمية مهاراتهم.

تطبق بعض الشركات قانون يسمح للعاملين بتخصيص عدد معيَّن من الساعات للتعلم كل أسبوع، أو أنها تشجع الموظفين على التركيز على التعلم، وفي جميع الأحوال، يساعد تخصيص الوقت في ترسيخ ثقافة التعلم في الشركة.

8. تنويع طرائق التعلم

ثمة مجموعة كبيرة ومتنوعة من طرائق التدريب التي يمكنك أن تجربها مع الموظفين بغية تحفيزهم على تنمية مهاراتهم ونشر ثقافة التعلم في المؤسسة. تشمل برامج التدريب الأقل تنظيماً برامج الكوتشينغ الفردية، وجلسات حل المشكلات الجماعية على سبيل المثال.

يشيع استخدام جلسات التدريب على أرض الواقع وعبر الإنترنت عن طريق "أنظمة إدارة التعلم" لتقديم التجارب الرسمية. يمكن استخدام كل من الطريقتين على حدة، أو جمعهما في نموذج التعلم الهجين.

تتيح هاتان الطريقتان إمكانية تنويع المحتوى مثل مقاطع الفيديو، والندوات الافتراضية، والعروض التقديمية، وغيرها من المواد التدريبية التي تشكل تجربة متكاملة تستقطب اهتمام المشاركين.

في الختام

أصبحت تدريبات الموظفين بالغة الأهمية لاستمرارية المؤسسة والحفاظ على العمالة، فهي تساعد الموظف في تحقيق التقدم المهني والمساهمة في نجاح الشركة. قدم الجزء الأول من المقال 8 خطوات لبناء ثقافة التعلم في الشركة، ويبحث الجزء الثاني في بقية الخطوات.

آخر المقالات

قائمة المقالات

حولنا | سياسة الخصوصية | سياسة الاستخدام

© 2025 ILLAFTrain