يوجد عدد كبير من أساليب التدريب في مكان العمل. ولكن، من الضروري اختيار الأسلوب المناسب لتدريب موظفيك. عندما تحيِّرك كثرة الخيارات، قد يبدو اعتماد أسلوب واحد للتدريب في مكان العمل مهمة صعبة؛ لكنَّنا سنساعدك في حل هذه المشكلة عبر هذه المقالة، والتي ستكون بمثابة دليل لمعرفة ما عليك مراعاته عند اختيار أسلوب التدريب المناسب في مكان العمل.
أول خطوة لاختيار أسلوب التدريب المناسب في مكان العمل هي تحديد الهدف من البرنامج؛ فبعض الأساليب تناسب أهداف تدريب معينة. على سبيل المثال: إذا كان الهدف من برنامج التدريب هو تقديم معلومات حول سياسة الشركة، فإنَّ التدريب في الصفوف الدراسية هو الأسلوب الأفضل لذلك، إلا أنَّ هذا الأسلوب ليس فعالاً إذا كان الهدف هو تعليم المديرين كيفية التعامل مع سوء السلوك. في مثل هذه الحالة، سيكون التدريب التفاعلي القائم على لعب الأدوار والسيناريوهات أكثر فاعلية.
كما يُعد التعلم الاجتماعي أسلوباً مناسباً إذا كان الهدف من برنامج التدريب هو مساعدة الموظفين على اكتساب مهارات ناعمة جديدة مثل القيادة والذكاء العاطفي.
على الجانب الآخر، أساليب التدريب العملية مثل الكوتشينغ هي الأنسب للتدريب على التعاقب الوظيفي أو تكوين سلوكات معينة في مكان العمل، أما أساليب التدريب القائمة على الإنترنت والصفوف الدراسية، فهي فعالة لتقديم معلومات إضافية للموظفين.
كي يكون اختيارك لأسلوب التدريب أكثر فاعلية، عليك أن تفكر في نوع المتدربين الذين ستتعامل معهم؛ إذ يجب أن يكون أسلوب التدريب مناسب لاحتياجات الجمهور المستهدف، وأن يكون مصمَّماً لإفادتهم.
فيما يلي بعض العوامل التي يجب مراعاتها فيما يتعلق بالجمهور المستهدف لبرنامج التدريب:
إنَّ دراسة شريحة الموظفين هي خطوة هامة لمعرفة ما يناسبهم؛ إذ يجب أن تعرف عمر الموظفين وخلفيتهم الاجتماعية وثقافاتهم وحتى المناطق التي يقطنون فيها للتوصل إلى طريقة تدريب فعالة.
فالموظفون الكبار في السن مثلاً ليس لديهم أي مشكلة في اتباع الطريقة التقليدية في التدريب، بينما جيل الشباب ماهرون في استخدام التكنولوجيا، ويستخدمون أجهزتهم طوال الوقت، وبالتالي يفضِّلون تدريباً قائماً على التكنولوجيا.
أما بالنسبة للموظفين الذين تشجع ثقافتهم التنظيمية القيم المشتركة وروح الجماعة، فمن الأفضل استخدام التعلم الاجتماعي في التدريب، بينما يفضَّل استخدام التدريب الإلكتروني في حال كان الموظفون في بلدان مختلفة.
تُعد أساليب التدريب غير العملية، مثل التعلم الإلكتروني والتدريب في الصفوف الدراسية مناسبة للوظائف البسيطة التي تتطلب معلومات بسيطة والقليل من المهارات العملية، بينما تتطلب الوظائف التقنية التي تتطلب مهارات تقنية وعملية أساليب التدريب التجريبية، مثل التدريب التفاعلي؛ أما الوظائف التي تتطلب السفر كثيراً، أو تقتضي اكتساب المهارات والمعلومات بسرعة، فالتدريب الإلكتروني مناسب أكثر لها.
يحتاج الموظفون الذين يشغلون مناصب أعلى إلى اكتساب مهارات ناعمة، مثل حل المشكلات والمهارات القيادية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، هم مشغولون دوماً، ولديهم أهداف تعلم وتطور خاصة؛ لذا قد يتطلب تدريبهم استخدام مزيج من أساليب التدريب المختلفة. على سبيل المثال: يساعدهم التدريب الإلكتروني على تخصيص وقت للتدريب في جداول مواعيدهم المزدحمة، بينما تساعدهم أساليب التدريب الأخرى، مثل التعلم الاجتماعي والتعلم في الصفوف الدراسية على اكتساب معلومات ومهارات جديدة.
يمكن تقديم التدريب الفردي عبر استخدام أساليب مثل الكوتشينغ وإسناد الواجبات، وذلك حينما يحتاج عدد قليل فقط من الموظفين إلى التدريب، بينما عندما تحتاج مجموعة من الموظفين إليه، فيمكن استخدام أساليب مثل التدريب الإلكتروني والتعلم الاجتماعي والتعلم في الصفوف الدراسية.
يكلف التدريب الفعال المنظمة المال والوقت وموارد أخرى. لذا، على الشركة دوماً تقييم التكاليف التي ستتحملها طوال فترة التدريب قبل إطلاق أي برنامج. من المفترض أن تساعد مقارنة تكلفة البرنامج بالفوائد التي سيعود بها على الشركة في اختيار أسلوب التدريب الأفضل للموظفين، ومن المتوقع أن تكون الشركة جاهزة لمواجهة أي تحديات مرتبطة بالوقت والميزانية والموارد الأخرى اللازمة.
وفي حال ضيق الوقت، يفضَّل اختيار أساليب التدريب التي لا يحتاج تقديمها إلى الكثير من الوقت مثل ورش العمل القصيرة، أو أساليب التدريب التي لا يلتزم فيها المتدربون بالحضور في وقت محدد مثل التدريب الإلكتروني. بالنسبة للقيود المالية، على الشركة استخدام أساليب فعالة من حيث التكلفة مثل الكوتشينغ وإسناد الواجبات والندوات عبر الإنترنت التي تستضيفها الشركة داخلياً وموارد التعلم الإلكتروني المتاحة.
يدوم التعلم مدى الحياة؛ لذا لا يجب أن نفترض أنَّ مجرد تقديم جلسة تدريب واحدة سيكون كافياً؛ بل ينبغي إنشاء برنامج مستمر يطور معلومات الموظفين ومهاراتهم، وذلك كي تواكب الشركة التغيرات التي تطرأ باستمرار. كما لا ضير في تجربة أساليب تدريب مختلفة في عدة جلسات. عموماً، يعتمد نجاح برنامج التدريب على اختيار أساليب التدريب المناسبة؛ لذا اخترها بحكمة.