يفيد تصميم برنامج تدريب عالي الجودة كلاً من الموظفين والمنظمات على حدٍ سواء. ينجح الموظفون عندما يكون لديهم المعرفة والمهارات اللازمة لأداء عملهم على أحسن وجه، واكتساب مهارات جديدة تعينهم في مناصب مختلفة.
يعزز التدريب أيضاً تفاعل الموظفين وولاءهم لأنَّه يمكِّنهم من إتقان العمل في مناصبهم. ونتيجة لذلك، تستفيد المؤسسات من زيادة معدل الاحتفاظ بالموظفين، وتحسين الأداء، ورفع الإنتاجية.
مع كل هذه الفوائد، قد يكون من الصعب على المؤسسات التحول من برامج التدريب اليدوية وغير المنظمة (أو عدم وجود تدريب على الإطلاق) إلى برامج التعلم والتطوير المحكمة والسلسة.
توفر برامج التدريب للموظفين والموظفين الجدد تمارين تدريبية عامة ومصادر للتعلم. يؤدي تدريب الموظفين إلى اكتساب المهام المتعلقة بوظيفة الموظفين مباشرة، مثل التعامل مع برامج معينة أو تعزيز المهارات التقنية أو الناعمة المطلوبة في المناصب المختلفة داخل المؤسسة.
تشتمل برامج التدريب على دورات متعددة أو صف واحد، وقد تكون جزءاً من برامج أكبر لتطوير الموظفين. الغرض الأساسي من برنامج تدريب الموظفين هو تزويد الموظفين بالمهارات والمعرفة اللازمة لأداء مهامهم الوظيفية ومسؤولياتها على أحسن وجه. من برامج التدريب الشائعة: برامج تأهيل الموظفين وإعدادهم، والتدريب على القيادة، والتدريب على الامتثال.
يجب تصميم برامج التدريب وإدارتها بعناية لضمان نجاح العملية التعليمية وترسيخ المعارف المكتسبة. من مقومات نجاح البرنامج التدريبي:
يضمن تقييم الموظفين في بداية كل برنامج أو دورة تدريبية تصميم مواد تعليمية تلبي احتياجات المتعلمين.
يتعلم كل موظف بطريقة مختلفة عن الآخر. توفِّق برامج التخصيص وإمكاناته المواد والتمارين وفرص التعلم المستمر مع احتياجات كل موظف وأسلوب تعلمه وأهدافه.
برامج التدريب التقليدية مثل الندوات التي تستمر طوال اليوم، والمحاضرات المتقطعة، والوصول غير التفاعلي إلى المواد ليست كافية. وبدلاً من ذلك، تسمح برامج التدريب الفعالة للمشاركين بالتعلم بالسرعة التي تناسبهم، مع إمكانية الوصول عبر الإنترنت إلى المواد التعليمية ولوحات المعلومات الخاصة بكل موظف لتتبع الأداء وإكمال التدريب.
يحرص العديد من الموظفين على الاستفادة من برامج التدريب خاصة إذا كانوا يريدون تعلم مهارات جديدة أو تنمية حياتهم المهنية. ومع ذلك، لن يكون لدى جميع الموظفين الوقت أو الرغبة في التعلم. حتى الموظفين الذين يرغبون في التعلم قد لا يكون لديهم الوقت عندما يواجهون الكثير من المسؤوليات الأخرى. لذا، اجعل التدريب والتطوير المستمر جزءاً من المسؤوليات الوظيفية لكل موظف وخصِّص وقتاً كافياً للاضطلاع بهذه المسؤولية.
اربط التطوير والتدريب المستمر بتحقيق نتائج إيجابية. يشمل ذلك منح الترقيات الداخلية وفرص العمل في مناصب أخرى والتعويضات. تحفز أيضاً الجوائز الافتراضية والتقدير والشهادات الموظفين على المشاركة.
عندما تصمم برنامجاً تدريبياً أو سلسلة من الدورات التعليمية لمؤسستك، احرص على أن يكون البرنامج مخصصاً ومفيداً ويسهل الوصول إليه. تطوير برنامجك التدريبي هو مشروع متكرر: يمكنك تقديم موارد التعلم ومراقبة الأداء وإجراء المراجعات بمرور الوقت لتحسين عملية تعليم الموظفين باستمرار.
تحقق الشركات التي تقدم برامج تدريبية شاملة هامش ربح أعلى بنسبة 24%. صمِّم برنامجاً تدريبياً يتوافق مع احتياجات مؤسستك إلى المعرفة والمهارات من جهة، ومع أهداف موظفيك وأساليب تعلمهم من جهة أخرى. اتبع هذه العملية المكونة من إحدى عشرة خطوة لتصميم برنامج تدريب جديد للموظفين من البداية إلى النهاية:
مثلما يبدأ التدريب الفعال للموظفين بالتقييمات الأساسية، تبدأ خطة تدريب الموظفين المحكمة بتقييم احتياجات مؤسستك. قد تكون هذه المرحلة بسيطة أو معقدة حسب الضرورة، ولكن يجب أن تشمل هذه الخطوات الأساسية تحليل الاحتياجات التدريبية وتطبيقها:
الآن بعد أن عرفت مستوى المعرفة والمهارات الحالي لمؤسستك، بالإضافة إلى الفجوة بين المستوى الحالي ومستوى المهارة المرغوب فيه، بوسعك وضع أهداف وغايات رئيسية لبرنامج التدريب، ومنها:
يمكنك وضع هذه الأهداف إما عن طريق تحديد الفجوات في المعرفة التي ينبغي سدها، وإما عن طريق النظر في أهداف التدريب التي تتوافق على نحو أفضل مع أهداف محددة للمؤسسة.
تتعلق هذه المرحلة بتوفير البنية التحتية التحفيزية وتحديد معايير نجاح البرنامج التدريبي. تشمل مقاييس النجاح ما يلي:
ما مستوى الكفاءة المطلوب الذي يجب أن يصل إليه كل موظف بفضل التدريب، وكيف ستحدد هذا المستوى؟
يجب تقسيم الأهداف الكبيرة إلى أهداف مرحلية صغيرة. على سبيل المثال، يجب تقسيم الدورة التدريبية الكاملة إلى عدة دورات، وتقسيم هذه الدورات إلى وحدات تعليمية.
لا ينبغي أن تكون النتائج القابلة للقياس هي التغذية الراجعة الوحيدة التي توجه التنمية. احصل على تغذية راجعة من الموظفين، حتى تتمكن من تعديل برامج التدريب المستقبلية لتشمل محتوى جذاب ومفيد وذي صلة.
يوجد عدة أنواع للبرامج التدريبية، منها:
يتضمن التدريب الشخصي التعليم وجهاً لوجه عن طريق ندوات خارجية، أو التدريب في مكان العمل، أو التعلم بقيادة مدرب، أو المنتورينغ أو الكوتشينغ.
الدورات عبر الإنترنت والمحاضرات المسجلة والندوات عبر الفيديو ومحاكاة الذكاء الاصطناعي هي أشكال من التعلم الإلكتروني.
يعتمد على نهج هجين يجمع بين التدريب الشخصي والافتراضي. بوسعك توفير خيارات مكافئة في أي من الفئتين لإتاحة مواد التدريب حسب حاجة كل موظف وأسلوبه المفضَّل. قد تكون بعض الجوانب متاحة شخصياً فقط وأخرى افتراضياً فقط. تجمع بعض منصات التعلم مثل 360 ليرنينغ (360Learning) بين أفضل ما في التعلم الافتراضي والشخصي من خلال إظهار المتعلمين وهم يأخذون نفس الدورة التدريبية في نفس الوقت.
تُظهر ميزة التعليم المباشر في المنصة المذكورة من يأخذ نفس الدورة التدريبية في نفس الوقت. تستخدم برامج التدريب الناجحة مجموعة واسعة من أنواع مختلفة من أنشطة التعلم في كل من التدريب الشخصي والافتراضي. وهذا يضمن تعامل المتعلمين بسلاسة مع البرنامج التدريبي. ومع ذلك، إذا كنت تصمِّم برنامجك التدريبي الآن، فإنَّ إنشاء المواد الأساسية ثم إضافة مزيد من المواد بمرور الوقت قد يكون هو النهج الأفضل.
عند إكمال هذه المرحلة، احرص على التواصل مع الفرق الأخرى، حتى يعكس برنامجك احتياجاتهم. تحقق العديد من الشركات أفضل النتائج باستخدام برنامج التعلم الافتراضي أو المدمج، إذ يستطيع المتعلمون الوصول إلى الموارد عبر الإنترنت بسهولة أكبر وفي الوقت الذي يناسبهم، وكذلك يتسنى لمسؤولي التدريب تحليل نتائج أنشطة التدريب بسهولة أكبر.
اختر منصة لاستضافة برامج التعلم والتطوير، مثل نظام إدارة التعلم (LMS) الذي يعد برنامجاً كاملاً أو بيئة سحابية لتطوير برامج التدريب وتطبيقها وتقييمها.
على سبيل المثال، يمكن لمؤسستك استخدام نظام إدارة التعلم (LMS) الذي يحتوي على جميع موارد التدريب، ويمنح حق الوصول لكل موظف بناءً على منصبه الوظيفي واحتياجاته التعليمية. يمكن بعد ذلك مراقبة تقدمهم وتحليله عن طريق البرنامج التدريبي. توفر معظم أنظمة إدارة التعلم المزايا الآتية:
بمجرد تحديد نوع بيئة التعلم وأسلوب التدريب لتحقيق أهداف التعلم، عليك تصميم برنامج التدريب نفسه بدءاً بالأفكار العامة.
ألقِ نظرة عامة على كل موضوع تريد تقديمه؛ أدرج الأساسيات والمفاهيم القابلة للتنفيذ والمفاهيم المتقدمة التي تريد تقديمها في البرنامج. يجب أن يكون لكل درس أو وحدة منفصلة هدف، أو المعلومات أو المهارات التي يجب أن يكتسبها المتعلمون في نهاية الدرس.
في أثناء ذلك، أشرك أصحاب المصلحة في الإدارات ذات الصلة أو المناصب القيادية للتوثق من أنَّ برنامج التدريب يلبي الاحتياجات الأساسية ويحظى بالقبول.
في الختام
قدمنا في هذا الجزء من المقال 6 خطوات لتصميم برنامج تدريبي ناجح، وسنتحدث في الجزء الثاني عن بقية الخطوات، ونتناول 9 أمثلة شائعة عن البرامج التدريبية.