تساعد الأدوات التكنولوجية في تحسين تدريبات الموظفين، وزيادة فعاليتها، وسلاستها، ومتعتها.
لقد شهدت وظائف المدربين في الشركات تطورات بارزة في الآونة الأخيرة استجابةً للتغيرات المتسارعة في بيئات الأعمال التجارية. حيث تحتاج الشركات لاستثمار التطورات التكنولوجية المتسارعة والاستفادة منها في تحسين تجارب "التعلم والتطوير" (L&D) التي تجري ضمنها.
يبحث المقال في طرائق استثمار التكنولوجيا في تدريبات الموظفين بغية تقديم تجربة تعلم مفيدة، وفعالة، وممتعة.
فيما يلي 14 طريقة لاستثمار التكنولوجيا في تدريبات الموظفين:
أصبح "نظام إدارة التعلم" عنصر أساسي في برامج تدريب الموظفين، وهو يقدم أدوات تساعد في تنظيم المحتوى، وتقديمه، ومتابعة إجراءات تطبيق البرنامج، مما يضمن سلاسة التجربة بالنسبة لكل من المدرب والموظفين. كما يساعد "نظام إدارة التعلم" في إدارة كافة أنشطة التعلم والتطوير من مكان واحد بفضل ميزات متابعة التقدم، ودليل الدورات التدريبية، وتحليل البيانات، وغيرها من الأدوات المفيدة.
لم تعد تدريبات الموظفين التي تجري ضمن القاعات على أرض الواقع صالحة في العصر الحديث. حيث يوفر التعلم الإلكتروني ميزة تقديم وحدات تدريب تحتوي على عناصر تفاعلية، ووسائط متعددة، واختبارات، مما يضمن تقديم تجربة تتيح للموظف إمكانية الاطلاع على المحتوى في الزمان والمكان الذي يناسبه، والتعلم بحسب سرعة استيعابه، ومراجعة المواد عند الحاجة.
لقد أدت منصات التواصل المرئي من أمثال "زوم" (Zoom)، و"مايكروسوفت تيمز" (Microsoft Teams) إلى إحداث تغييرات جذرية في طريقة إجراء الاجتماعات وجلسات التدريب.
تساعد الصفوف الافتراضية في التغلب على العقبات الجغرافية، وإتاحة إمكانية التفاعل وإجراء النقاشات في الزمن الفعلي، مما يساهم في تقديم تجربة تدريب متكاملة لا تقل فعاليةً عن الجلسات التي تجري على أرض الواقع.
يستخدم الإنسان هاتفه المحمول طوال الوقت ويعتمد عليه في تأدية الكثير من المهام، ومن هنا برزت فكرة التعلم المتنقل الذي يقتضي إنشاء محتوى يعمل على الهاتف المحمول، أو تطوير تطبيقات مخصصة لتدريبات الموظفين على سبيل المثال. وتبرز فعالية هذه الطريقة بشكل خاص عند تطبيق إستراتيجيات التعلم المصغر الذي يقتضي تقسيم المحتوى إلى وحدات قصيرة وسهلة الاستيعاب.
لا يقتضي التلعيب تحويل برنامج التدريب إلى لعبة، بل إنه يهدف إلى الاستفادة من عنصر اللعب في زيادة تفاعل الموظفين واندماجهم مع المحتوى. حيث تشمل عناصر الألعاب النقاط، والشارات، ولوحات المتصدرين، وهي تهدف إلى تحويل وحدات التدريب الرتيبة إلى تجربة تعلم ممتعة تسهم في زيادة حماس الموظفين وتشجعهم على المشاركة.
6. "الواقع الافتراضي" (VR) و"الواقع المعزز" (AR)
يقدم الواقع الافتراضي والمعزز تجربة تعلم غامر، سواء كان عبارة عن جولة افتراضية في منشأة صناعية، أو تجربة واقع معزز يظهر أجزاء آلة معيَّنة بالتفصيل. حيث توفر هذه التكنولوجيا تجربة تدريب تفاعلية وعملية يصعب الحصول عليها بالأساليب التقليدية.
قدم الذكاء الاصطناعي مساهمة كبيرة في مجال تدريب الموظفين بدءاً من منصات التعلم التكيفي التي تصمم المحتوى بناءً على التقدم الفردي إلى بوتات الدردشة التي تقدم شروحات توضيحية فورية، وهو يضمن توفير تجربة تدريب مخصصة، وفعالة، وقابلة للتكييف.
التعلم هو عبارة عن تجربة اجتماعية، وثمة منصات تساعد في تعزيز حس الانتماء للمجتمع بين الموظفين عبر إتاحة إمكانية إجراء النقاشات، وتبادل المصادر، وإنجاز المشاريع الجماعية. وتوفر هذه المنصات ميزة تعلم الأقران التي تتيح للموظفين إمكانية التعلم من بعضهم وتبادل الخبرات والمعلومات.
تتيح الندوات الافتراضية للخبراء إمكانية مشاركة محتوى التدريب مع جمهور واسع، في حين تُستخدَم المدوَّنات الصوتية لتقديم وحدات تعليمية قصيرة وسهلة الاستيعاب بحيث يتسنى للموظف أن يصغي إليها أثناء تنقلاته أو في فترة الاستراحة. حيث تتميز كل واحدة من الطريقتين بمرونتها وإمكانية استخدامها في نهج التعلم المدمج.
تُستخدَم تمارين المحاكاة التفاعلية في تدريب الموظفين على تنفيذ المهام الصعبة والتقنية عن طريق ممارستها ضمن بيئة افتراضية تتيح لهم إمكانية التجريب، واقتراف الأخطاء، والتعلم منها. تضمن هذه الطريقة تأهيل الموظفين لإنجاز المهام المطلوبة منهم في بيئة العمل.
يمكن تقييم فعالية التدريب عبر استخدام الأدوات الرقمية مثل الاستبيانات الإلكترونية البسيطة ومنصات تحليل البيانات. حيث تساعد التغذية الراجعة المباشرة في إجراء التعديلات اللازمة على المحتوى، ومنهجية العمل، وتقنيات التقديم بما يراعي احتياجات الجمهور المستهدف.
يمكن تطبيق التعلم التعاوني باستخدام الأدوات السحابية مثل "جوجل ورك سبيس" (Google Workspace). تتيح هذه الأدوات إمكانية تعاون مجموعة من الموظفين على إنجاز مهام معيَّنة مثل إنشاء المستندات، وإجراء جلسات العصف الذهني باستخدام السبورة الرقمية، والعمل على المشاريع الجماعية.
تقتضي هذه الطريقة إنشاء مكتبة تحتوي على مقاطع فيديو تعليمية عبارة عن شروحات تفصيلية أو عملية، أو مقابلة مع خبير ما، وهي تقدم تجربة تعلم سمعية وبصرية تساعد في زيادة الاستيعاب والتذكر.
تقتضي هذه الطريقة تحليل البيانات وحساب مقاييس معدلات الاندماج، ونتائج الاختبارات، ومعدلات إتمام الدورات التدريبية، وهي تتيح للمدرب إمكانية تقييم إجراءات التدريب وتحسينها باستمرار.
في الختام:
أصبح استخدام التكنولوجيا في تدريب الموظفين حاجة ملحة في الوقت الحالي، فقد أدى تطور أوساط العمل إلى تغير المهارات والمؤهلات المطلوبة من الموظفين. حيث تضمن الأدوات والإستراتيجيات المذكورة في المقال إجراء تدريبات فعالة، وممتعة، وسلسة، ومتوافقة مع احتياجات المتعلم في العصر الحديث. تشكل التكنولوجيا مستقبل "التعلم والتطوير" في الشركات.