2th مايو, 2024
2th مايو, 2024
مع تطوُّر التكنولوجيا يومياً، يتوقع الموظفون أن تكون شركاتهم قادرة على تزويدهم ببرامج تدريب دائمة ومناسبة ليبقوا على اطلاع بأحدث الإجراءات والتقنيات في مجال العمل، وتتزايد الحاجة إلى توفر أنواع مختلفة من التدريب والتطوير أكثر من أي وقت مضى، في ظل هذا العصر الذي يتسم بتفاوت المواهب وتطور التكنولوجيا.
يمكن أن تحسِّن استراتيجيات التدريب هذه أداء الموظفين وإنتاجيتهم، إلى جانب تدريبهم أيضاً على مواجهة التحديات التي قد تظهر أمامهم في المستقبل، وهذا هو على الأرجح السبب الذي دفع الشركات إلى التركيز بالكامل على التدريب المستمر للموظفين باستخدام أنواع مختلفة من أساليب التدريب، واستثمرت ما يصل إلى 87.6 مليار دولار في عام 2018.
لسوء الحظ، 34% فقط من هذه الشركات تعتقد أنَّ تدريب الموظفين مفيد، لكن مع تطور مجال العمل، يجب على المتخصصين في التعلم والتطوير فهم كيفية جعل برامجهم ناجحة، والخطوة الأولى لتحقيق ذلك هي اختيار أفضل الأساليب لتدريب الموظفين.
يكشف التقدم التكنولوجي والتغيرات التي تطرأ على إجراءات العمل والاستراتيجيات، عن المجالات التي لا يلبي فيها الموظفون توقعات أرباب العمل، إذاً ما هو الحل لسد هذه الثغرة؟ تكمن الإجابة في التقييم الذي يجريه أرباب الأعمال والتدريب العملي الذي يقدمونه لتعليم موظفيهم المعلومات وتطوير مهارات العمل، كما يساعد ذلك المديرين على تحديد ما يجب أن يعرفه كل موظف ويتمكن من القيام به لتزداد إنتاجيته وقيمته.
عندما تستثمر الشركة في برامج وأنظمة فعالة ومنظَّمة لتدريب الموظفين، فإنَّها تضمن تعلم الموظفين باستمرار، وهذا يؤدي إلى تطوير معارفهم ومهاراتهم، وإعدادهم لتولي مسؤوليات أكبر في عملهم، وتعزيز قيمتهم في الشركة.
نتيجة لذلك، يدرك أرباب العمل قيمة تدريب الموظفين، ومن ذلك انخفاض تكاليف الإنتاج، وتقليل الأخطاء، وتوفير أماكن عمل أكثر أماناً وشمولاً.
وفقاً للأبحاث، تشهد المنظمات التي تقدم التدريب لموظفيها انخفاض معدل دوران العمالة بالمقارنة مع الشركات التي لا تقدم تدريباً كافياً في برامج الموظفين.
لأساليب تدريب الموظفين أنواع مختلفة، وتزداد تنوعاً مع مرور كل عام، وهذا يعني أنَّ كل فريق وقسم وشركة تستطيع اختيار أفضل أساليب تدريب للموظفين الجدد والموظفين الحاليين بناءً على متطلباتها المحددة.
إليك فيما يأتي أفضل 10 أنواع مختلفة من التدريب وفوائدها:
التدريب بقيادة مدرب هو التدريب الذي يقود من خلاله المدرب مجموعة من المرشحين للوظيفة، ويمكن إجراء التدريب بقيادة مدرب شخصياً أو عبر الإنترنت، ولكن أهم ما في الأمر هو أنَّ المرشحين يستطيعون الوصول إلى المدرب فوراً للحصول على التغذية الراجعة وإجراء المناقشات.
يُعد التدريب عبر الإنترنت، والمعروف أيضاً باسم التعلم الإلكتروني (eLearning)، من أكثر الأساليب استخداماً لتدريب الموظفين بكفاءة، فيتضمن أسلوب التدريب هذا الندوات عبر الإنترنت ومقاطع الفيديو وغيرها، ويتم تقديمه من خلال الفيديوهات والتقييمات والدورات التدريبية عبر الإنترنت، ويستطيع الموظفون إكمال التدريب إما عبر هواتفهم الذكية أو من خلال أجهزة الكمبيوتر في مكان العمل.
يركز التدريب في أثناء العمل أو التدريب العملي على المهارات الأساسية المطلوبة للوظيفة، ويطبق المتدربون استراتيجية التدريب هذه على الفور.
في بعض الحالات، قد يكون من المفيد إضافة التظليل الوظيفي إلى هذا الأسلوب، والذي يتضمن مراقبة موظف محترف في أثناء تأدية عمله بهدف التعلم منه، ويساعد ذلك المرشحين المحتملين للوظيفة على فهم المهام التي تتطلبها وظيفتهم قبل تأديتها بأنفسهم.
يتضمن التدريب التفاعلي النشاطات الجماعية والتمارين والألعاب والاختبارات والتقييمات وأي نشاط آخر يحافظ على اندماج الموظفين في عملية التعلم، وتضمن تقنيات التدريب هذه حضور الموظفين طوال عملية التدريب، وعندما يشارك الموظفون في التدريب، يزداد تحفيزهم ويرون القيمة الحقيقية للتدريب.
لقد تطورت أساليب تدريب الموظفين في مكان العمل الحديث، فأصبح الموظفون يعملون عن بعد وينتمون إلى عدة ثقافات، إذاً، كيف يمكننا التعامل مع التعلم في بيئة عمل معقدة كهذه؟ تكمن الإجابة في التدريب باستخدام الأساليب الحديثة مثل التعلم الاجتماعي والتدريب عبر الإنترنت.
التعلم الاجتماعي هو التعلم من الآخرين من خلال ملاحظة سلوكهم وتقليده والأخذ به، ولا تتضمن معظم أساليب تدريب الموظفين التقليدية التعلم الاجتماعي، ويعود ذلك إلى صعوبة هيكلته وتقييمه وتنظيمه، ولكن، هذا النهج مفيد جداً؛ نظراً لأنَّ عمل الموظفين لا يقتصر على مهامهم فحسب، فيكتسبون وجهات نظر جديدة ومهارات حل المشكلات.
أصبح التدريب عبر الإنترنت أحد أكثر الأساليب المعتمَدة لتدريب الموظفين بنجاح، ويمكن أن تتضمن برامج تدريب الموظفين عبر الإنترنت دورات التعلم الإلكتروني والندوات عبر الإنترنت وغيرها من الوسائط، كما تتيح تقديم المعلومات وتقييمها بطرائق مختلفة.
قد تكون المناقشات والنشاطات الجماعية أسلوب تدريب ممتازاً لمجموعة معينة من الموظفين، فيمكن أن يُجري المدرب هذه المناقشات والتمرينات، أو يتم دعمها من خلال طلب عبر الإنترنت، ثم يتحقق منها المشرف.
تقديم التدريب القيادي للقادة الحاليين هو أسلوب رائع لإعادة تنشيط تفكيرهم وتحفيزه، ومن ناحية أخرى، يساعد التدريب على القيادة الموظفين الآخرين على فهم مناصبهم الحالية أكثر، ومعرفة ما يلزم ليصبحوا قادة فاعلين في المستقبل.
يُعد الكمبيوتر أو الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز التقنية الأكثر استخداماً للتدريب عبر المحاكاة، وبصرف النظر عن النفقات الأولية لتطوير مثل هذه البرامج أو التقنيات، قد يكون التدريب عبر المحاكاة حلاً ضرورياً للموظفين العاملين في مجالات محفوفة بالمخاطر، وتُستخدم المحاكاة كثيراً لتدريب الطيارين والأطباء، ولكنَّها قد تفيد غيرهم من الموظفين أيضاً.
تتيح تأدية الأدوار للموظفين التعامل مع إحدى مسؤولياتهم بإشراف المدرب، وهذا يشجع المتدربين على تحليل وجهات نظر متعددة والتفكير بسرعة في أثناء تأدية الأدوار.
غالباً ما يُستخدم هذا النهج مع متدرب وميسر (أو مدرب)، وهذا يتيح لكل منهما تمثيل العديد من سيناريوهات العمل، فإنَّ تأدية الأدوار، مثلها مثل النشاطات الجماعية الأخرى، مفيدة جداً، ولكنَّها ليست ضرورية عند التعامل مع موضوعات بسيطة وغير معقدة.
قد تكون دراسات الحالة أفضل أسلوب لتدريب الموظفين لتطوير المهارات التحليلية وحل المشكلات، ويتم تقديم سيناريوهات واقعية أو خيالية للمتدربين تعرِض ظروف مكان العمل العادية، ثم يُطلب من الموظفين تفحُّص المشكلة كل على حِدة أو في مجموعات وتقديم حلول وسيناريوهات مناسبة.
في الختام:
لم يعُد التدريب حدثاً يُجرى لمرة واحدة فقط؛ لذا يجب على الشركات أن تعمل باستمرار على تعزيز مهارات موظفيها وتطوير التدريب في مكان العمل لتحقيق النجاح والاستمرار، ونتيجة لذلك، تفيد مجموعة من أساليب تدريب الموظفين في معظم الحالات. كما ستضمن تحسُّن مهارات موظفيك ومواهبهم، وهذا سيؤدي إلى زيادة إيرادات المنظمة وضمان امتلاك قوة عاملة محترفة ومدرَّبة.
