يعني إدماج الموظفين السماح لهم بالمشاركة في عملية التعلم والإسهام فيها؛ إذ يتمتع الموظف المندمج بالحماسة والتركيز والرغبة في فهم المعلومات وتطبيقها، وهذا يؤدي إلى نتائج تعليمية أفضل وتجربة تعليمية أكثر فاعلية.
ليس صعباً أن تدمج الموظفين في عملية التعلم، لكن يتطلب الأمر الإلمام بالمفاهيم الكامنة وراء نظرية التعلم، إضافة إلى معرفة ما يحفز موظفيك؛ لذا إليك 9 استراتيجيات لتعزيز إدماج الموظفين في عملية التعلم:
لتعزيز ثقافة التعلم في شركتك، يجب عليك تسهيل الوصول إلى موارد التعلم، وتخصيص أوقات محددة للتعلم، ومكافأة أولئك الذين يبذلون قصارى جهدهم لاكتساب المعرفة، ويجب أن تبدأ ثقافة التعلم من المناصب القيادية وأن تكون تشاركية واجتماعية وماتعة إن أمكن، فعندما تستوفي هذه الشروط، يسهل عليك إدماج الموظفين في مكان العمل.
يتعلم كل موظف بطريقة وسرعة تختلف عن أقرانه، لذلك يجب عليك فهم احتياجات الموظفين لتأمين بيئة تعليمية قادرة على إدماجهم، ويمكنك تحقيق ذلك عن طريق الاستطلاعات وصناديق الاقتراحات، أو يمكنك عقد اجتماعات مخصَّصة لاكتشاف أفضل السبل لمساعدة القوى العاملة لديك على اكتساب المعلومات الجديدة وتطبيقها.
لا تساعد التكنولوجيا على إنشاء مواد تعليمية قادرة على إدماج الموظفين وحسب؛ بل تسهل عليهم الوصول إليها أيضاً، ويمكِّن هذا الموظفين من التعلم حسب سرعتهم الخاصة، ومن ثمَّ تعزيز إدماجهم في عملية التعلم، ولتحقيق ذلك، يجب عليك استخدام إحدى منصات التعلم الحديثة التي تتوفر فيها الميزات الآتية:
إذا لم يستطع القادة إدماج الموظفين في أثناء التدريب، فمن غير المرجح أن يظلوا مندمجين في عملية التعلم وحدهم؛ إذ تتيح لهم التغذية الراجعة حول التقدم الذي يحرزونه إعادة النظر في طريقة تعلُّمهم وتحسينها، وتُعلمهم أنَّك تستثمر في نجاحهم، وهذا يؤدي إلى تعزيز إدماجهم.
لن يتحمس الموظفون للتعلم دون تشجيع ومكافآت ملموسة، وينطبق هذا حتى على أفضل الموظفين، فلا ينبغي أن يكون هذا مشكلة؛ إذ يمكنك تقديم مكافآت في حال تحقيق أهداف محددة، وتسجيل النتائج في لوحة المتصدرين، وتقديم امتيازات أخرى لأولئك الذين يكملون التدريب بنجاح، وهذا يؤدي إلى تعزيز إدماج الموظفين في عملية التعلم.
يرجع سبب تراجع اندماج الموظفين في عملية التعلم إلى الالتزام ببرنامج تدريبي ممل أو رتيب؛ إذ يتيح نموذج التعلم المدمج التنوع ويعزز الاندماج، كما يجمع التعلم المدمج بين التدريب عبر الإنترنت وعلى أرض الواقع، وهذا يزيد من حماسة الموظفين ويسهل عليهم الوصول إلى المواد التدريبية.
التصميم التعليمي هو نظام يُطبَّق على إنشاء المواد التعليمية لزيادة فاعليتها، فإذا كنت تواجه صعوبة في إدماج الموظفين في عملية التعلم، ولم تجدد المواد التعليمية منذ مدة طويلة، فقد يكون التصميم التعليمي هو الحل الذي تبحث عنه.
تسهيل الوصول إلى المواد التعليمية وتوفير تجربة تعليمية محفزة أمر هام لإدماج الموظفين في العملية التعليمية، ويمكنك تحقيق هذين الأمرين معاً عن طريق تقديم الكوتشينغ عبر الفيديو.
يُعَدُّ تزويد الموظفين بسلسلة من مقاطع الفيديو التدريبية التي يمكنهم الوصول إليها من أي مكان فيه شبكة إنترنت طريقة رائعة للسماح لهم بالتعلم حسب سرعتهم الخاصة باستخدام مواد مصمَّمة لإدماجهم.
أفضل طريقة لتحسين تجربة التعلم وجعلها قادرة على إدماج أكبر عدد ممكن من موظفيك هي تقييم استراتيجيات التعلم وتعديلها باستمرار، فاجمع البيانات وقيِّمها كلما أمكن ذلك، واستخدمها وسيلة لقياس مدى نجاح برامجك التدريبية، وبذلك ستعرف نقاط القوة ونقاط الضعف، وتجري تعديلات وفق ذلك.
إليك بعض الفوائد الأساسية لتعزيز إدماج الموظفين في مؤسستك:
الموظف المندمج أقدر على حفظ المعلومات وتطبيقها من الموظف غير المندمج، ويعني هذا أنَّه إذا كان لديك موظفين مندمجين في شركتك، فإنَّهم سيحققون الأهداف المحددة المطلوبة منهم ويزيدون عليها، وهذا يفيد الشركة والموظفين على حد سواء.
يعزز اكتساب المعلومات الجديدة وتطبيقها شعور الثقة لدى الموظفين ويجعلهم يدركون مدى أهميتهم في شركتك، وهذا يؤدي إلى زيادة معدلات الاندماج في العملية التعليمية، وزيادة الإنتاجية، وانخفاض معدل دوران العمالة، وزيادة الرضى الوظيفي.
لا غنى عن إدماج الموظفين لتوفير ثقافة قوية في مكان العمل، فعند تحفيز الموظفين، يتولد لديهم إحساس أكبر بالمسؤولية، ومستوى أعلى من روح التفاني والمنافسة، وهذا يؤدي إلى تحسين تجربة الموظفين ونجاح الشركة.
يستخدِم الموظفون المندمجون الموارد بكفاءة أكبر من أولئك الذين يحتاجون إلى وقت وجهد إضافيَّين من مؤسستك لاكتساب المعرفة التي يحتاجون إليها، وهذا يؤدي إلى زيادة الإنفاق على البرامج التدريبية، وقد تزداد التكلفة إذا اضطررت إلى استبدال موظف غير مندمج، ولهذا السبب، يؤدي تعزيز إدماج الموظفين إلى تقليل تكلفة التدريب.
إدماج الموظفين في عملية التعلم ليس مجرد مفهوم نظري، بل هو استثمارٌ في مستقبل مؤسستك. فمن خلال الاستراتيجيات المذكورة أعلاه، يمكنك إنشاء بيئة تعليمية تفاعلية ومُحفِّزة تُشجِّع الموظفين على المشاركة وتُعزِّز شعورهم بالمسؤولية تجاه عملية التعلم، وذلك سيُؤدِّي ذلك إلى تحسين أدائهم وزيادة معدلات الاندماج في العمل، وتحسين ثقافة العمل، وخفض تكلفة التدريب.