الهدف من تصميم برامج التدريب ليس تدريب الموظفين الجدد فقط؛ بل يضمن التدريب المستمر على المهارات إعداد القوى العاملة لتحقيق النجاح، ولهذا السبب من الهام معرفة كيفية إعداد برنامج تدريب مناسب للموظفين.
كشفَت دراسة أجرَتها جمعية تنمية المواهب (Association for Talent Development) عن وجود علاقة بين تنفيذ برنامج تدريب رسمي وزيادة أرباح المؤسسة؛ إذ وجدت هذه الدراسة أنَّ المنظمات التي اعتمدَت برنامجاً تدريبياً فعالاً تكسب إيرادات أكثر بنسبة 218% عن كل موظف، وهامش ربح أعلى بنسبة 24% من المنظمات التي لا تعتمد برنامج تدريب، فلا يتعلق إنشاء برنامج تدريب فعال إذاً بضمان نجاح الأعمال، بل بتحسين المؤسسة لتحقيق ذلك.
"التدريب": هو جزء لا يتجزأ من أي وظيفة أو مكان عمل؛ إذ نتعلم جميعاً من أقراننا أو المشرفين علينا خلال سعينا لإتقان العمل في وظيفة جديدة، ولكنَّ "البرنامج التدريبي" هو مسار تعليمي رسمي مصمَّم بعناية (مثل المناهج التعليمية أو سلسلة الدورات التدريبية)، فهو يزود الموظفين بالمهارات التي يحتاجونها لتحقيق النجاح في العمل.
بدلاً من مجرد تعيين الموظفين على أمل أن تكون لديهم المعرفة الأساسية اللازمة لتأدية العمل بنجاح، أو اكتشاف طريقة سير العمل بأنفسهم، يضمن برنامج التدريب الرسمي أن يكتسب كل موظف المهارات والمعرفة التي يحتاج إليها.
إذا كانت المؤسسة على استعداد لتصميم برنامج تدريب شامل للموظفين، فإليك الخطوات الآتية لتحقيق ذلك، والتي تساعدك على إنشاء خطة تدريب للموظفين، تعود على المؤسسة بكثير من الفوائد:
تحقَّق من الجوانب التي يحتاج فيها الموظفون إلى تحسين مهاراتهم، على سبيل المثال، قبل إنشاء خطة التدريب، حدد ما إذا كانت المؤسسة تواجه صعوبات في الحفاظ على رضى العملاء، فإذا كان الأمر كذلك، فستكون هذه فرصة لتصميم تدريب عن نجاح العملاء لضمان حصول الموظفين على المهارات المناسبة.
إضافة إلى ذلك، حدد الجوانب التي سيساعد فيها التدريب الإضافي المؤسسة على تحقيق أهداف العمل، وتذكر أنَّه يجب أن يكون للتدريب هدف عملي.
لا يوجد نهج تدريب محدد يمكن اختياره؛ بل عليك تحديد النهج الذي يناسب الموظفين أكثر، ونذكر منها:
بعد اختيار أفضل نهج لتطوير برنامج التدريب، عليك اختيار أدوات ذكية تسهِّل على المتدربين الوصول إلى التدريب، وإلى جانب ذلك، يفيد هذا المؤسسة على الصعيد المالي؛ لأنَّك يجب أن تستثمر بحكمة في موارد التدريب الجديدة لكي تتحكم بالتكاليف.
تُعد منصات التعلم الإلكتروني القائمة على السحابة حلاً مناسباً، وعادة ما يكون الاشتراك فيها منخفض التكلفة؛ لذا اختر منصة تمكِّن الموظفين من تأليف المحتوى التدريبي ونشره بأنفسهم، فتعزز مثل هذه الحلول اندماج المتدربين، وتحقق نتائج تعلم أفضل، كما يمكن استخدامها بسهولة مع التدريب في الصفوف الدراسية والتعلم عبر الهواتف المحمولة والتعلم المصغر.
يجب الآن إنشاء الدورات والمحتوى التعليمي؛ وتوجد طريقتان لفعل ذلك:
توفر الطريقة الثانية العديد من المزايا مقارنة بالطريقة الأولى، فهي تمكِّن المنظمة من إنشاء قاعدة معرفية فعالة بسرعة، وتعتمد على معرفة خبراء المادة، الذين لديهم خبرة متنوعة في العمل لمشاركتها مع أقرانهم.
بعد إنشاء المحتوى التعليمي، حان الوقت لنشره، ليتمكن الموظفون من الوصول إلى المحتوى، وأسهل طريقة للوصول إلى أعداد كبيرة من الموظفين هي إعداد برنامج تدريب يسهُل نشره ومشاركته عبر الإنترنت، ويمكنك نشر المحتوى على الموقع الإلكتروني الخاص بالشركة، الأمر الذي قد يتطلب الضغط على قسم تكنولوجيا المعلومات وتكاليف مرتفعة، أو يمكنك نشره عبر منصة تعلم سحابية.
بعد نشر المحتوى، يجب تحديد مدى فاعليته، وتتضمن منصات التعلم الإلكتروني الحديثة أدوات لتتبع أداء الموظفين، ومراقبة المقاييس الرئيسة، مثل معدلات إكمال الدورة التدريبية.
"صافي نقاط الترويج" (NPS) هو مقياس فعال أيضاً، والذي يتتبع جودة الدورة التدريبية عبر سؤال المشاركين عما إذا كانوا سينصحون أقرانهم بالمشاركة في الدورة، وهذا يوضح لمنشئي الدورة التدريبية ما إذا كان المتدربون يلتمسون قيمة المحتوى وفائدته.
احرص على تحديث المحتوى باستمرار، فالعمل في تطور دائم، لذا يجب تعديل محتوى التدريب ليعالج التحديات التي يواجهها الموظفون.
يصعُب تحديث المحتوى عند تعيين متخصصين لإنشائه؛ نظراً لقلة عدد الأشخاص الذين ينشؤونه، فيصبح تحديثه أبطأ، وربما لا يعمل هؤلاء الأفراد في المؤسسة كل يوم، لذا يفتقرون إلى الخبرة المباشرة اللازمة لتحديث المحتوى كما هو مناسب، ولهذا السبب يُنصح بالسماح للموظفين بإنشاء المحتوى، فيحدِّثونه باستمرار بحيث تكون المعلومات مناسبة ودقيقة دوماً.
يفيد التدريب مشروعك بطرائق عديدة عندما يُنفَّذ بشكل مناسب؛ فهو يضمن مستوى ثابتاً من المهارات والمعرفة لدى القوى العاملة في المؤسسة، ويعزز اندماج الموظفين؛ لأنَّهم يرون مدى اهتمام المؤسسة بتنميتهم مهنياً، وهذا يزيد من احتمال بقائهم في الشركة وتحقيق أداء أفضل في العمل.