جميعنا نشعر بالضغط في أثناء بناء منظمات ذكية وتؤمن بالابتكار، ويصنع القادة ومنظماتهم مؤسسة تعليمية من خلال إنشاء بيئات آمنة وتشاركية؛ إذ يمكن للناس تحديد المشكلات وحلها والتخطيط معاً واتِّخاذ قرارات تعاونية وحل النزاعات الخاصة بهم وإدارة ذواتهم بصفتهم بالغين مسؤولين، إذاً عقلية التيسير ومهاراته هي عناصر أساسية لتأسيس منظمة تعليمية حقيقية.
تتمثلُ مَهمَّةُ الميسِّر في دعم الجميع لبذل قصارى جهدهم، فهو يُنشِئ بيئةً يُشجِّع فيها الجميع على المشاركة وفهم وجهات نظر بعضهم بعضاً وتقاسم المسؤولية. عند القيام بذلك يساعد ميسِّر الفريق الأعضاء على البحث عن حلول مناسبة وإنشاء اتفاقيات دائمة.
بعض الفِرَق ليست بحاجة إلى هذا النوع من المساعدة؛ مثل الفِرَق التي تكون اجتماعاتها قائمة إلى حدٍّ كبير على تبادل المعلومات والإعلانات والتقارير، أو الفِرَق التي تجتمع بصورة منتظمة لاتِّخاذ قرارات روتينية حول المشكلات المعتادة مثل جدولة المهام، ويمكن معالجة هذه الأنواع من المشكلات دون الحاجة الماسَّة إلى تيسير الاجتماع.
ماذا عن التحديات الصعبة التي تواجهها الفِرَق؟ على سبيل المثال يتكون فريق إطلاق منتج من الأعضاء المسؤولين عن التصميم والتسويق والتصنيع وخدمة الزبائن، وعلى الرغم من الهدف المُشترَك المُتمثِّل في زيادة المبيعات، إلَّا أنَّ الأُطرَ المرجعيَّة الخاصة بهم مختلفة تماماً، وما يبدو منطقياً لأحدهم قد يفرض الكثير من المتطلبات على الآخر، ومن المحتمل أيضاً أن تكون أساليب التواصل بين الأشخاص مختلفة تماماً، لكنْ ما هي احتمالية تحفيز الفِرَق على أداء المهام المطروحة؟
تواجه الفِرَق مشكلات أخرى منها توضيح الأدوار في المشاريع التي لم يُنفَّذ مثلها مسبقاً، وحل النزاعات عالية المخاطر وما إلى ذلك، وفي مثل هذه المواقف ستتخذُ الفِرَق قرارات أفضل إذا تبنَّت عقلية التيسير واتَّبعت مهاراته لدعمها لبذل قصارى جهدها، ويتحقق ذلك غالباً من خلال إعداد دليل ميسِّر لمساعدة قائد الاجتماع عند تيسير الاجتماع ومن خلال تطبيق مهارات تيسير الفِرَق الأساسية.
إذاً إلى أي مدى تُطبَّق عقلية التيسير في مؤسستك؟
يُعَدُّ التدريب والتيسير نشاطين مختلفين، ومن ممكن أن يتطلبا نفس المهارات أو بعض المهارات المختلفة، وغالباً ما يكون المدرِّب خبيراً في المحتوى، بينما يكون الميسِّر خبيراً في العملية، ويستخدم المدرِّب المحاضرات ويقدِّم العروض ويُشرف على التدريب على المهارات ويصحِّح أخطاء المتعلمين، في حين يقود ميسِّر الاجتماع المناقشات ويساعد المشاركين على التعلُّم من تجاربهم الخاصة والمعلومات المُتبادلة.
قد يقود المدرِّب مناقشة حول محتوى الدورة، ويركِّز المُيسِّر أكثر في عملية المناقشة، وغالباً ما يتضمن التدريب على مهارات التيسير مهارات التدريب.
نقدم لك فيما يلي بعض الاختلافات الشائعة بين المدرب والميسِّر:
المدرِّب: يركز في الأمور التي تجري مناقشتها لإنجاز عمل الفريق.
الميسِّر: يركز في طريقة تقدُّم المناقشة للحفاظ على تماسُك الفريق وتعزيز المساهمة.
المدرِّب: يهتم بالمحتوى والمَهمَّة والهدف والنتيجة.
الميسِّر: يهتم بالأساليب والعملية ومشاركة الجميع وآليات عمل الفريق.
المدرِّب: الخبرة في الموضوع.
الميسِّر: الخبرة في آليات عمل الفِرَق.
المدرِّب:
الميسِّر:
على الرغم من اختلاف مهام الميسِّرين الظاهرة للعيان، لكنْ توجد 10 أساليب تيسير رئيسة يستخدمها جميع الميسرين الماهرين لإدارة عملية الفريق:
توجد بعض الأمور التي لا يفعلها الميسرون الماهرون صراحةً عند تيسير الاجتماعات؛ لذا ضَع في حسبانك التأثير السلبي في فريقك وفي العملية إذا كنت:
يجب أن يكون تجنُّب هذه الأخطاء جزءاً من تدريب تيسير الفريق.
المناقشة هي في المقام الأول تبادل الآراء والمشاعر والحقائق بصورة ثانويَّة، وتشمل المناقشات الناجحة الإصغاء إلى الآخرين، ولأنَّ الآراء ليست صحيحة ولا خاطئة، يجب أن يشمل تدريب الميسِّر تشجيع الجميع على المساهمة في المناقشة، ويتمثَّل دوره في الحضور إلى المناقشة وهو جاهز، وأن يعرفَ أنواع الأسئلة التي يجب طرحها لاستخلاص النتائج المطلوبة.
يحدثُ التعلُّم من خلال المناقشة عندما تحفِّز المشاركين على التفكير، وستكون مناقشات تيسير فريقك أكثر نجاحاً عندما تستخدم الخطوات التالية:
خلال المناقشة، من غير المناسب لك كميسِّر أن تتصرفَ كخبير تقني إذا كان من المُفترَض أن يقدم المشاركون محتوى المناقشة؛ لذا توقَّف عن تقديم العرض، وأيضاً لا تقدِّم آراءَك غير المرغوب فيها، فنتائج المناقشة هي نتاج تفكير الفريق ككل، ويجب ألَّا يتدخلَ الميسِّر بالنتائج.
يستعينُ الميسرون الماهرون بمجموعة واسعة من المهارات والأساليب لمساعدة أعضاء الفريق على فهمِ أهدافِهم المُشتركة وتحقيقها، فهُم خبراء في العملية وليس في المحتوى، وسيعبِّر كل ميسِّر فريق عن أسلوبه الشخصي ونهجه، وهذا النهج الفريد وصدقه هو ما يجعل مساهمة الميسِّر ممكنة.