قد يكون تحديد أهداف التدريب وتدوينها أهم مرحلة في دورة التدريب والتطوير، حتى لو كان معظمنا يتغافل عنها، ومع رغبة فريق التعلم والتطوير في الانتقال مباشرةً إلى تصميم الشرائح وتنظيم الفصول التدريبية، غالباً ما تُوضَع خطة أهداف التدريب في آخر قائمة الأولويات ولا تُمنَح الاهتمام الذي تستحقه.
على الرغم من ذلك، فإنَّ أهداف التدريب الذكية تُعِدُّ دوراتك التدريبية للنجاح، وكل ما يجب أن تسعى إليه هو وضع أهداف محددة وقابلة للقياس والتحقيق وذات صلة ومُقيدة زمنياً، وباتباع نموذج الأهداف الذكية (SMART)، ستتمكن أيضاً من توضيح هذه الأهداف بطريقة تثير اهتمام الموظفين وتلقى استحسانهم.
سيوضح لك هذا المقال طريقة وضع وكتابة أهداف تدريب فعَّالة، لكن دعنا نجيب عن السؤال الرئيس الآتي:
قبل أن تبدأ بكتابة أهدافك التدريبية، اكتشف ما تريد تحقيقه من خلال التدريب، ومهما كانت الأهداف الخاصة بالشركة، فإنَّ معظم فوائد وأهداف تدريب الموظفين عامة، وهي:
بعد تحديد أهدافك التدريبية، فقد حان الوقت لتدوينها على الورق، فلن تكون هذه الأهداف هي الأساس لبناء دورتك التدريبية فحسب؛ وإنَّما ستكون موادك التسويقية الأكثر إقناعاً.
نقدم لك فيما يأتي 5 خطوات ستساعدك على وضع أهداف فعَّالة وواقعية وقابلة للقياس لتدريب الموظفين تدريباً احترافياً:
ماذا تريد أن تحقق من برنامجك التدريبي؟ وهل ترغب في تحسين أداء الموظفين أم معالجة فجوة المعرفة؟ وهل تريد تعليم الموظفين الجدد المهارات التي ستجعل شركتك أكثر قدرةً على المنافسة؟ مهما كان السبب، أنت بحاجة إلى التأكد من أنَّ الهدف من التدريب واضح.
فقط تذكر أنَّ برامج التدريب لا تأتي عن عبث؛ إذ يوجد دائماً سبب لضرورة التدريب، وسيكشف تحليل احتياجات التدريب عن فجوات في المهارات والمعرفة بين الموظفين ويوجهك نحو الاتجاه الصحيح، وبعد تحديد احتياجاتك التدريبية وتحديد الهدف من التدريب، ستجد أنَّه من السهل إنشاء أهداف التدريب وكتابتها.
نتائج التدريب هي الأهداف القابلة للقياس التي يُتوقَّع من المتعلمين تحقيقها في نهاية البرنامج التدريبي؛ إذ تحدد النتائج نجاح أو فشل استراتيجية التدريب الخاصة بك؛ وذلك لأنَّك ستقيم التدريب بناءً على ما إذا كانت الفِرق لديك قد حققت هذه النتائج أم لا.
عند تدوين نتائج التدريب المرغوبة، احرص على أن تكون محدداً ولا تترك أيَّ شيء يحتاج إلى تفسير، وتجنَّب استخدام كلمات غامضة مثل "يفهم" و"يدرك" و"يتعلم"؛ وإنَّما استخدم الأفعال التي تُظهر فعلاً ملموساً ويمكن ملاحظته بدلاً من ذلك، مثل "ينشئ" و"يشرح" و"يحسب".
يساعد استخدام المفردات المختصرة أيضاً على إيصال وجهة نظرك بقوة وإقناع الموظفين بفائدة التدريب؛ لذلك لا تقل: "خلال هذه الدورة التدريبية، ستتعلم الوظائف الأساسية لبرنامج "إكسل" (Excel)"؛ وإنَّما اجعل الهدف التدريبي ذا صياغة أفضل وأكثر فاعليةً، كأن تقول: "بعد الانتهاء من هذه الدورة، ستتمكن من إنشاء ملفات "إكسل" وتعديلها".
عند صياغة أهداف التدريب، يجب أن تفكر في العديد من المعايير التي ستؤثر في تصميم وتقديم برنامج التدريب الخاص بك؛ على سبيل المثال، يمكن أن يحدد مدى توفر مدرب مؤهل، أو ما إذا كان الموظفون يعملون في الشركة أو من المنزل وميزانيتك الطريقة التي ستقدِّم بها التدريب.
ففكر في الشروط الأساسية أيضاً، وفي كثير من الأحيان، قد يحتاج المتعلمون إلى معرفة أساسية بموضوع ما أو بعض الإلمام بمهارة للانضمام إلى دورة تدريبية، فلا تفترض أنَّهم يمتلكون هذه المعرفة وتضع لهم أهدافاً مستحيلة التحقيق، ويمكن لهذه المعايير أن تؤدي دوراً كبيراً في تصميم وتنفيذ برنامجك التدريبي؛ لذا اكتشف وضعك الحالي، وتعامل مع هذه الشروط والقيود على محمل الجد، وضع أهدافك التدريبية وفقاً لذلك.
يجب أن ترتكز أهداف التدريب على نتائج ملحوظة وقابلة للقياس، وهذه النتائج يجب أن تستند إلى معايير معينة، وعادةً ما تكون مؤشرات الأداء الرئيسة أو مستويات المهارة؛ وذلك لأنَّ الهدف الأساسي من التدريب هو تحقيق أهداف الشركة؛ لذلك ما لم تكن أهداف تدريب الموظفين تستند إلى مقاييس العمل، فإنَّ التدريب سيكون مضيعةً للوقت والموارد، وإنَّ برنامج التدريب الفعَّال والهام هو الذي يحقق المواءمة بين أهداف التدريب وأهداف الشركة.
تُعَدُّ طريقة الأهداف الذكية معياراً يمكن الاعتماد عليه عندما يتعلق الأمر بتعيين أيِّ نوع من الأهداف، سواء أهداف التدريب أم غير ذلك، ويمكن تلخيص وضع أهداف تدريب ذكية في خمسة أحرف، وهي:
يجب أن تكون أهداف التدريب محددة؛ إذ يجب تحديد الأشخاص الذين سيكتسبون المهارات وما هو الهدف وراء ذلك؛ لذا ركِّز على مهارة أو معرفة واحدة محددة لكل هدف تدريبي.
يجب أن تكون نتائج التعلم قابلة للقياس؛ وهذا يعني أنَّ المهارة أو المعرفة المكتشفة حديثاً يجب أن تكون قابلةً للقياس بعبارات محددة؛ على سبيل المثال، زيادة المبيعات ربع السنوية بنسبة 5%.
هذا يعني أنَّ أهداف التدريب واقعية بالنظر إلى مقدار الوقت والموارد المتاحة؛ على سبيل المثال، لا يمكنك أن تتوقع من المتعلمين إتقان مهارة معقدة خلال ثلاثين دقيقةً فقط أو ساعة واحدة من التدريب.
هذا يعني أنَّ أهدافك التدريبية تجيب عن سؤال "لماذا؟"؛ إذ يحتاج المتعلمون إلى معرفة سبب تدريبهم وما هي الفوائد التي تعود عليهم منه، فهل ستساعدهم المهارات والمعرفة التي سيكتسبونها على تحسين أدائهم في العمل؟ وهل سيكونون قادرين على تطبيق هذه المهارات في سيناريوهات العمل الفعلي؟
هذا يجيب عن السؤال: "متى؟"، ويوجد قول مأثور مفاده أنَّ "الهدف دون موعد نهائي له هو مجرد حلم"، وينطبق الأمر نفسه على أهداف التدريب؛ فعادةً ما يُحدَّد الموعد النهائي في نهاية البرنامج التدريبي، وفي بعض الحالات، قد توجد حاجة إلى مزيد من الممارسة، لكن كيف يمكنك وضع أهداف تعليمية فعَّالة؟
نقدم لك فيما يأتي أمثلة لأهداف التعلم الغامضة وطريقة تحويلها إلى أهداف تدريب ذكية:
تربط أهداف التدريب البرنامج التدريبي بنتائج الشركة الفعلية؛ إذ سيؤدي تحديد أهداف تدريب واضحة وواقعية وقابلة للقياس في بداية عملية تطوير التدريب دوراً كبيراً في ضمان نجاح الدورة التدريبية الخاصة بك.
لا تجيب أهداف التدريب الواضحة عن سؤال: "ما هي الفائدة التي يعود بها التدريب على المتدربين؟" فحسب؛ وإنَّما تربط التدريب بأهداف الشركة والنتائج القابلة للقياس، كما تعتمد الكثير من الأمور في الواقع على هذه الأهداف؛ لذلك اجعل أهدافك ذكيةً.