تقوم معظم المنظمات بإدراج التكنولوجيا الجديدة بنجاح، ولكن ماذا يحدث عندما يفشل التدريب عليها؟ وفقاً لمجلة "فوربس" (Forbes)، لم تكن فكرة تحسين اعتماد استعمال التكنولوجيا لشركة ما أكثر أهميةً ممَّا تبدو عليه اليوم.
مع إنفاق الشركات الأمريكية أكثر من 70 مليار دولار على التدريب سنوياً، قد يكون أمراً مفاجئاً معرفة أنَّ 90% تقريباً من المهارات المكتسبة حديثاً تُنسى خلال عام واحد وفق "منحنى النسيان" (Forgetting Curve). وقد يكون من المدهش أيضاً معرفة أنَّ الميزانية ليست العامل الأساسي في تحديد نجاح أو فشل التدريب.
يمكن أن يكون للتدريب على التكنولوجيا، الذي يُنفَّذ بطريقة سيئة، تأثير سلبي في الإنتاجية والروح المعنوية والإيرادات؛ لذا فإنَّ الوعي بالأسباب الشائعة لفشل التدريب سيمكِّن مؤسستك من تجنب حدوث ذلك لك، وسيضمن تنفيذ التكنولوجيا الجديدة بنجاح من خلال وضع خطة اعتماد فعَّالة للاستعمال.
يؤدي عدم وجود استراتيجية واضحة للتدريب والمتابعة قبل التنفيذ إلى صعوبة متابعة البرنامج بعد طرحه؛ لذا من الهام تحديد نتيجة تعليمية وأهداف تعلُّم واضحة قبل التدريب على أيِّ مبادرة جديدة؛ إذ يستهلك المستخدمون وقتاً طويلاً لتعلُّم برامج أو أنظمة جديدة من دون تلقِّي التدريب المناسب، ومن ثمَّ يكون من الصعب حدوث عملية التعلُّم. كما أنَّ عدم وجود خطة تدريب واضحة، يجعل الأمر أكثر صعوبةً على الإدارة لتوجيه ودعم مبادرات التدريب.
تُظهِر الاستطلاعات أنَّ غالبية برامج التغيير تفشل في الأساس بسبب مقاومة الموظف، والافتقار إلى الدعم من قبل فريق القيادة؛ إذ يُعَدُّ استثمار الموظفين في برنامج التدريب عاملاً أساسياً لضمان نجاح التدريب، ومن الهام أن يعرف المتعلمون ما هي الفائدة من ذلك بالنسبة إليهم. تُعَدُّ هذه الطريقة رائعةً للتأكد من أنَّ الموظفين متحمسون ومنفتحون على اعتماد التكنولوجيا الجديدة.
غالباً ما تقدم الشركات برامج تدريبية مكثفة لمدة يوم كامل، أو تعليمات موزعة على مدى أيام عدة متتالية. وفي حال التدريب بأسلوب الدورة المكثفة، غالباً ما تُنسى بعض المعلومات التي تُدرَّس؛ إذ لا يستطيع الأشخاص بسهولة معالجة واستيعاب كميات كبيرة من المعلومات خلال فترة زمنية قصيرة، في حين أنَّ التعلُّم الدائم خلال فترة طويلة من الزمن، يحدث من خلال العمل المتكرر مع تغذية راجعة متسقة.
يمكن أن يزداد هذا الأمر سوءاً أيضاً من خلال تقديم تدريب غير جذاب، أو إذا لم يوجد وقت كافٍ مخصص للممارسة العملية المدمجة في التدريب.
سينسى الموظفون بسرعة ما تعلموه إذا لم يمارسوا المهارات الجديدة بعد فترة وجيزة من التدريب. ومن دون وجود خطة واضحة للموظفين لتطبيق المهارات المكتسبة حديثاً، غالباً ما تُفقد المعلومات الجديدة.
قد يعاني الموظفون في العثور على دعم محدد لاحتياجاتهم بمجرد انتهاء التدريب؛ لذا يُعَدُّ إشراك المدير المباشر للمتعلم لدعم التدريب وتقديم الكوتشينغ أمراً هاماً. فكِّر في توظيف بعض الكوتشز أو الموظفين المتميزين أو الخبراء المتخصصين لتُدرِّبهم قبل التدريب الجماعي؛ الأمر الذي يتيح لفريقك نقطة اتصال لطرح الأسئلة والمخاوف.
يضمن اعتماد استعمال التكنولوجيا للموظفين القدرة على استعمال الأدوات الرقمية مثل البرامج أو التطبيقات أو المواقع الإلكترونية إلى أقصى حدٍّ ممكن؛ إذ يتأثر الأداء والإنتاجية سلباً بسبب عدم الاستفادة من التكنولوجيا.
عند تنفيذ تقنية جديدة، من الهام أن تكون لديك خطة تنفيذ تركِّز على زيادة الإلمام بالأدوات الجديدة واستعمالها، كما يجب أن تكون لشركتك استراتيجية اعتماد استعمال التكنولوجيا من أجل تحسين الاحتفاظ بالمعلومات وفاعلية التدريب بصورة كبيرة.
أجرِ تقييماً شاملاً للاحتياجات التدريبية قبل إنشاء برنامج اعتماد الاستعمال، وحدِّد الاحتياجات العملية والأشخاص الذين يحتاجون إلى التدريب، وأجرِ تحليلاً للتكنولوجيا والمحتوى لضمان تركيز التدريب بصورة صحيحة.
أنشئ استراتيجية تدريب تركِّز على المستخدمين النهائيين، وفكِّر في التدريب الذي يتناول أدواراً محددةً، بدلاً من تدريب الجميع على كل شيء، كما يمكنك تركيز التدريب على المهام التي ستنجز بنسبة 80% من الوقت.
اجعل التدريب جذاباً للمستخدمين لإثارة اهتمامهم وتحفيزهم على المشاركة فيه؛ إذ يؤدي التفاعل والتعاون بين الزملاء إلى زيادة احتمالية استمرار التدريب؛ لهذا السبب، يجب على الشركة تشجيع التفاعل بين الأقران أيضاً.
يُعَدُّ محتوى الفيديو التعليمي طريقةً جيدةً للمؤسسات لتطبيق التدريب على مجموعات كبيرة من الموظفين، كما يمكن أن تشجع منصات التدريب باستعمال الفيديو عبر الإنترنت التعلُّم المصغر؛ بحيث يمكن استعمال مقاطع فيديو لا تُنسى وسهلة الاستعمال وتسهُل مراجعتها حسب الحاجة. كما يمكنك اغتنام الفرصة هذه للتدرُّب ضمن بيئة تحاكي بيئة العمل، حتى يتمكن المتعلمون من اتباع نهج عملي.
يُعَدُّ التواصل بين فِرق المنظمة والإدارة أمراً هاماً جداً للاعتماد الفعَّال على مستوى الشركة؛ إذ سيساعد دعم الإدارة والقيادة الإيجابية على إنشاء برنامج تنفيذ أكثر فاعليةً. اعمل على بناء مجتمع مؤسسي يركز على التغيير؛ وذلك من خلال العروض الترويجية الإيجابية وتقديم أمثلة متعلقة بالبرنامج التدريبي. يضمن تنفيذ المبادئ التوجيهية التنظيمية أن يكون التدريب متسقاً ومنظماً، ويدعم نشاطان المتابعة، ويعزز عملية التعلُّم.
يزيد الدعم المُخصَّص من فاعلية جهود التدريب؛ إذ إنَّ توفُّر مكتبة تدريب جيدة التنظيم، وسهولة الوصول إلى موارد الدعم، وتوفُّر نشاطات المتابعة، كلها أمور ستعزز التدريب وتُعمِّق المهارات الجديدة، كما يمكن أن يمثِّل المستخدمون المتمرسون مصدراً قيماً لأسئلة ومخاوف المتعلمين.
يساعد الوصول المستمر إلى التدريب، المستخدمين على معرفة ما يحتاجون إلى معرفته عندما يكونون مستعدين لتطبيقه؛ إذ يساعد هذا الأمر الموظفين الذين لم يكونوا قادرين على حضور التدريب، فضلاً عن إنشاء أنظمة تدريب تأهيلية للموظفين الجدد.
يجب إجراء تقييم استعمال التكنولوجيا الجديدة بصورة دورية لتحديد الثغرات في عملية التنفيذ أو الإنتاجية؛ لهذا السبب، قدِّم الدعم والتوجيهات الإضافية حسب الحاجة. تضمن هذه الخطوة أن يزيد الموظفون من قدرات الأدوات والتكنولوجيا الجديدة إلى أقصى حدٍّ ممكن.