تتنوع الطرائق والتقنيات التدريبية في مجالات استخدامها وتوظيفها في مواقف تدريبية وتعليمية مختلفة، وذلك تبعاً لأهداف العملية التعليمية، وطبيعة المتدربين، و كذلك ظروف البيئة التي تتم فيها العملية التعليمية.
ولكن قد نجد بعض الطرائق التي تتعدد مجالات استخدامها مع اختلاف الأهداف العملية التعليمية، أو اختلاف طبيعة المتدربين وكذلك اختلاف طبيعة الظروف التي تتم فيها العملية التعليمية. من هذه الطرق طريقة الخارطة العملية التي هي موضوع هذه المقالة، والتي يمكن توضيحها في طلب المدرب من المتدربين تنفيذ
الخطوات الثلاث التالية:
ولتوضيح الفكرة يمكن تطبيقها على موقفين تدريبيين مختلفين تماماً من ناحية طبيعة المتدربين، وأيضاً من ناحية طبيعة الظروف التي تتم فيها العملية التعليمية:
الموقف الأول - تنظيم معرض.
الموقف الثاني - تنفيذ حملة نظافة في المدرسة.
الموقف الأول - تنظيم معرض:
طبيعة المتدربين هنا قد تكون عبارة عن مجموعة من طلاب مدرسة أو جامعة تسعى لتعريف الناس بطريقة تطبيقهم لبعض الأفكار العلمية، كما قد تكون مجموعة من موظفي شركة صناعية منتجة لمجموعة من السلع التي يهدف تنظيم المعرض للمساعدة في تعريف الجمهور بها وترويجها، وفي الحالتين فان كلتا المجموعتين لا يمكن لهما انجاح هذا النشاط دون التدرب على كيفية اجرائه واستخدام التغذية الراجعة لتعديله حتى ترقى به الى المستوى المطلوب.
ولاستخلاص الخارطة المطلوبة من الطبيعي أن تنطلق العملية من خلال الاجابة على السؤال الرئيسي التالي:
ما هو بالضبط الهدف من تنظيم المعرض؟ وكيف نعمل على تحقيقه؟
ان تحديد الهدف من تنظيم المعرض والبحث في كيفية تحقيقه ستقود بالضرورة الى البحث عن الاجابات الصحيحة للأسئلة التالية:
الموقف الثاني - تنفيذ حملة نظافة في المدرسة:
من الطبيعي أن تكون طبيعة المتدربين هنا مختلفة كلياً عن الحالة الأولى فهي غالباً ستكون عبارة عن مجموعة من طلاب مدرسة أو جامعة يسعى مدراؤهم أو المشرفون عليهم الى زرع قيمة مهمة عندهم هي النظافة، وقد يتعدى الأمر ذلك الى محاولة زرع عادات سلوكية مرتبطة بالنظافة، وقد تكون هناك أهداف أخرى مختلفة لسنا الآن بصدد البحث في تفاصيلها.
وفي كل الأحوال فان انجاح هذا النشاط يتطلب الاعداد الجيد له والتدرب على كيفية تنفيذه واستخدام التغذية الراجعة للوصول به الى المستوى المطلوب
وكما هو الأمر في المثال الأول، وحتى نصل للخارطة المطلوبة ستبدأ العملية من خلال الإجابة على السؤال الرئيسي التالي:
ما هو بالضبط الهدف من تنفيذ حملة النظافة؟ وكيف نحقق هذا الهدف؟
ومن الطبيعي القول أن الاجابة عن هذين السؤالين ستقود بالضرورة الى ايجاد الاجابات الصحيحة للأسئلة التالية:
أصبح الآن من الواضح بأن ايجاد الاجابات الصحيحة على الأسئلة المذكورة في كلا الموقفين (وعلى غيرها من الأسئلة الأخرى المحتملة) ستؤدي الى توليد خطط عملية قابلة لتنفيذ كل من النشاطين بطريقة تتميز بالكفاءة والفاعلية، وستضمن توزيع منطقي الى حد كبير للمهام بين مجموعة الأشخاص المنفِذين والذين سبق أن تمت تسميتهم سابقاً مجموعة المتدربين.
وبغية تسهيل العمل يمكن كخطوة أخيرة تحويل الخطط المذكورة في كلا الموقفين الى مايشبه الخارطة التي يتم تقسيمها الى مناطق ملونة ومرقمة بالتسلسل ومدون في كل منها ملخص المهام المطلوب تنفيذها لهذه الخطوة واسم الشخص المكلف بالتنفيذ مع توقيت التنفيذ بالساعة واليوم والشهر، وهذا ما يضمن أعلى سوية من الجودة في تنفيذ وأداء المجموعة، وكذلك يساعد المجموعة التدريبية على تلمُس فوائد ومزايا العمل الجماعي والتعاون في بيئة العمل أياً كانت طبيعة العمل وأياً كانت البيئة.
وبالمقارنة بين طريقتي تطبيق طريقة الخارطة العملية في كلا الموقفين نستطيع التحقق ببساطة من فعالية هذه الطريقة رغم اختلاف طبيعة المتدربين، وحتى رغم اختلاف طبيعة الموقفين بشكل شبه كامل.
المراجع: طرائق ابداعية في التعليم و التدريب – حسين محمد حسنين – دار مجدلاوي للنشر و التوزيع – عمان - الاردن