عدم التخطيط هو تخطيط للفشل. فيجب أن تبدأ الخطة التي تعدها لبرنامج التدريب والنهاية في ذهنك، أي الأهداف والغايات، والنتائج المتوقعة.
تواجه عديد من المنظمات صعوبة في وضع الأهداف والمقاييس للبرنامج التدريبي. ويصعُب فهم المقاييس (التي يشار إليها أيضاً بمؤشرات الأداء الرئيسية) التي يجب تتبعها لأنَّها قد تختلف بناءً على المرحلة الحالية للبرنامج التدريبي.
إليك 10 خطوات لوضع الأهداف والمقاييس لبرنامجك التدريبي:
أولاً، عليك فهم الغاية من شراء البرنامج أو الشراكة أو الموارد لا سيما إذا لم تكن مشاركاً في عملية الشراء أو كنت جديداً في المنظمة أو لم تستخدم مثل هذا البرنامج من قبل.
إليك سراً صغيراً. الإجابة ليست "لأنَّه يتعين علينا توفير التدريب". فهناك سبب منطقي، وقرار اتخذه شخص ما، وخطة موضوعة تبرر سبب تقديم التدريب.
قد يكون لأهداف البرنامج التدريبي تأثير كبير في ثقافة مكان عملك ويمكن استخدامها لوصف الشكل الذي تريد أن يبدو عليه مكان عملك بعد عام أو أكثر من تاريخ إكمال التدريب. فعندما يسهم المديرون والموظفون في وضع أهداف التدريب والتطوير، تزداد فرصة تحقيقها.
توضع أهداف التدريب القابلة للتحقيق بناء على نتائج بحثك عن مجال العمل، أو التغذية الراجعة من عملائك، أو تغيير القوانين التي تخضع لها مؤسستك. وبناءً عليه يجب بناء أهداف التدريب والتطوير لجعل أهداف المؤسسة أكثر قابلية للتحقيق ولإنشاء مكان عمل يحفز الموظفين على التركيز والتعاون. كما يجب أن تتوافق أهداف برنامج التدريب أيضاً مع رسالة مؤسستك.
الخطوة التالية هي الاتفاق على أنَّ تطوير الأهداف هو عنصر هام وضروري في برنامج التدريب. فيجب تحديد أهداف وغايات البرامج التدريبية قبل بدء التدريب. ولتجنب التقدم العشوائي، أقنع أصحاب المصلحة بأهمية تحديد أهداف تدريب الموظفين، وإن عجزت عن ذلك، فابحث عن أمثلة على أهداف التدريب من منظمات أخرى أو اسأل نفسك وأصحاب المصلحة ببساطة: ما التغييرات التي نرغب في تحقيقها من هذا التدريب؟
فيما يلي 5 أسباب لأهمية الأهداف:
حدد ما الذي تريده من برنامج التدريب، وما الذي تريده مؤسستك.
لا تعني مواءمة احتياجات المؤسسة مع أهداف التدريب إدارة البرامج أو الحصول على موافقة القيادة، بل تعني وضع الأهداف والمقاييس المناسبة لبرنامج تدريبي ناجح.
لا يستطيع العقل تحقيق ما لا يستطيع تصوره. لذا، كلما قضيت وقتاً أطول في وصف أهدافك وتصورها، زادت فرصك في تحقيقها.
هذه التقنية فعالة جداً في الرياضة، لكنَّها أيضاً مفيدةٌ جداً في الأعمال التجارية. فتصوُّر النجاح هو ما يمكِّنك من اجتياز المراحل الضرورية لتحقيق الأهداف.
ربما سمعت عن الأهداف الذكية، لكن هل تطبق القاعدة دائماً؟
يجب وضع أهداف ذكية للبرامج التدريبية لتعزيز فاعليتها. حيث يوجد اختلافات فيما تمثله الأهداف الذكية، ولكن هذا جوهرها:
يجب أن تكون أهدافك واضحة ومحددة بدقة. الأهداف الغامضة أو العامة غير مفيدة لأنَّها لا توفر التوجيه الكافي. اعلم أنَّك بحاجة إلى أهداف توضح لك المسار الذي يقودك إلى وجتهك بدقة.
يجب أن تُعبِّر أهدافك عن كميات وتواريخ وأرقام دقيقة حتى تتمكن من قياس درجة نجاحك. دون تحديد طريقة لقياس نجاحك، فإنَّك تفوت المتعة من معرفة أنَّك حققت شيئاً ما.
توثَّق من إمكانية تحقيق الأهداف التي حددتها. إذا حددت هدفاً ليس لديك أمل في تحقيقه، فلن يؤدي ذلك إلا إلى إحباط معنوياتك وتقويض ثقتك بنفسك.
يجب أن تكون الأهداف ذات صلة ومتوافقة مع أهداف المؤسسة، وبالمواءمة بينها، تتمكن من تحقيق التركيز وتتجنب هدر الوقت.
يجب أن يكون لأهدافك موعد نهائي حتى تشعر بالإلحاح وتسرع في تحقيقها.
تحدد الأهداف المكان الذي ستذهب إليه، وتُعلمك الأهداف المرحلية فيما إذا كنت ستصل بالفعل إلى هناك.
الأهداف والأهداف المرحلية يكمل بعضها بعضاً، ولا فائدة من وجود أحدها دون الآخر. فالهدف الرئيسي هو مصدر للإلهام يتقاسمه الفريق بأكمله، فيكون لدى كل عضو فكرة عما يجب القيام به لتحقيق هذا الهدف.
الأهداف المرحلية هي الإجراءات والإنجازات اللازمة لتحقيق التقدم نحو الهدف الرئيسي، وتساعدك على معرفة ما إذا كنت على المسار الصحيح لتحقيقه.
يتطلب تحقيق هدف محدد بعد عام من الآن إعادة تقييم الاستراتيجيات بين الحاضر والمستقبل المنشود من حين إلى آخر. وذلك لأنَّ أشياء مثل المنافسة، والاقتصاد، و طلبات العملاء تتغير بمرور الزمن.
عند تحقيق الأهداف المرحلية، على المكلفين بتحقيق الهدف الرئيسي النظر في التقدم المُحرَز وتقييم التعقيدات أو الفرص الجديدة التي ظهرت، وتعديل الخطط والإجراءات قبل المضي قدماً.
إضافة إلى وضع أهداف مرحلية للتوثق من أنَّك تتقدم بثبات نحو تحقيق الهدف، عليك أيضاً اتخاذ إجراءات تعزز قدرتك على تحقيقها. وهذا جزء هام آخر من خطة برنامجك التدريبي.
من شبه المستحيل تحقيق أهدافك في التدريب والتطوير إذا لم يكن لديك نظام لتتبعها وتحليلها. فابحث عن طريقة لتتبع نتائجك يومياً أو أسبوعياً. وبالتتبع والتحليل، تعرف ما إذا كانت خطتك تسير على ما يرام، وتتمكن من الإجابة عن أسئلة مثل:
أنشئ نظاماً لتتبع وتحليل التقدم نحو أهدافك. فأنت ببساطة لا تستطيع تحقيق أهداف عالية المستوى أو طويلة الأمد دون أن تحدد باستمرار ما إذا كانت جهودك تؤتي ثمارها.
نحن نضع خطة لتحقيق أهداف مؤسساتنا، ونطبقها، ونتتبع التقدم، ولكن إذا لم نحقق النتائج التي نسعى لها، فمن الضروري تعديلها ويكون لدينا مرونة في ذلك. فإذا رأيت أنَّك لا تسير في الاتجاه الصحيح، فلا تتابع المسير. توقف، ثم غير مسارك.
صرِّح عن أهدافك لتحصل على هذه الفوائد:
تساعدك مشاركة الأهداف مع الآخرين على تحميل نفسك المسؤولية. فعندما تعلم أنَّ الآخرين يراقبونك، فسوف تحمِّل نفسك مزيد من المسؤولية، وهذا ينطبق عليهم أيضاً.
في كل مرة تخبر فيها العالم عن بعض أهدافك، فإنَّك تقوم بتعديلها. كما أنك تتعلم شيئاً من مناقشة معينة، وشيئاً آخر من مناقشة أخرى إلى أن يتبلور هدفك. وفي أغلب الأحيان، يزداد وضوح هدفك بهذه الطريقة.
لا يتعلق قياس التقدم بالمساءلة، وإنَّما بالمقاييس. فعندما تقترب من هدفك، تحتاج إلى قياس المدة المتبقية حتى تصل إليه. حيث أنّ هذه المعلومات ثمينة في العديد من السياقات.
على سبيل المثال، قد ترغب في تحديد هدف جديد أو تقييم الموارد التي استخدمتها. تسهِّل مشاركة أهدافك قياس التقدم. في بعض الأحيان، عليك الاستعانة بزملائك لإرشادك.
قد تساعدك مشاركة أهدافك مع الأشخاص الذين يشبهونك في التفكير في تنمية شبكة علاقاتك. وبصرف النظر عن تحقيق الأهداف، يؤدي تخصيص الوقت لمشاركة شيء ما، والتواصل مع الآخرين، وإعلامهم بالتفاصيل والمستجدات إلى تعزيز الألفة معهم.
من الناحية المثالية، يعمل كل فرد في مجال عملك لتحقيق نفس الأهداف. حيث تُفوَّض عادة الأهداف المفصلة والتقنية إلى الأفراد أو الفرق المناسبة التي تتمتع بالخبرة اللازمة لتحقيقها.
في الختام:
يتطلب إنشاء برنامج تدريبي بذل الجهد والوقت. ولكن إذا طبقت الخطوات المذكورة أعلاه، يسهُل عليك تحقيق أهدافك المرجوة من البرنامج التدريبي.