تحديد الأهداف والنتائج المطلوبة هو الخطوة الأولى من عملية إجراء الدورات التدريبية، وورشات العمل، والندوات، وجلسات التدريب، فيعتمد المدرب على هذه الأهداف في إعداد المواد والمحتوى والواجبات، وتحديد النتائج المتوقعة من المشاركين، وتقييم تقدمهم، وتصميم المنهج التدريبي، وتقدير مدى فاعليته ونجاحه في تلبية الاحتياجات.
يبحث المقال في تعريف النتائج المطلوبة من التدريب، وطريقة صياغتها، وتحديد الفوارق بين الأهداف والنتائج المتوقعة، مع مشاركة مجموعة من الأمثلة والأسئلة التي تساعد على تحديد هذه النتائج.
النتائج المطلوبة من التدريب هي مجموعة من الأهداف التي يستخدمها المُدرِّب في إعداد الدورات التدريبية وورشات العمل، وغالباً ما تعبر عن القدرات والمهارات التي يجب أن يكتسبها المشارك في نهاية الدورة التدريبية.
يعتمد المُدرِّب على هذه الأهداف في اختيار المواضيع، والنشاطات، والمصادر، وهي تساعد المشاركين على تقييم تقدمهم، وتكثيف جهودهم في أثناء دراسة مواد التدريب.
يجب اختيار نتائج عملية تساعد على تلبية الاحتياجات التدريبية للمشاركين، وصياغتها بطريقة دقيقة توضح القدرات والمهارات التي يُفترَض أن يكتسبها المتدرب في نهاية الدورة التدريبية.
تشير هذه النتائج من ناحية أخرى إلى النشاطات والمهام التي يُفترَض أن يتقن المشارك تأديتها بعد إكمال الدورة التدريبية، فقد تشمل النتائج المطلوبة من دورات الرسم على سبيل المثال تنمية قدرة المشاركين على رسم الأشكال الواقعية باستخدام أقلام الرصاص، والحبر، والفحم.
فيما يأتي 6 خطوات لصياغة نتائج الدورة التدريبية:
تعبر نتائج التدريب عن القدرات والمهارات التي يُفترَض أن يكتسبها المتدرب عند انتهاء الدورة التدريبية أو ورشة العمل، فيجب عليك أن تفكر بالمهارات والمعلومات التي يحتاج إليها المتدربون لتحقيق النجاح في مجال عملهم.
يُفضَّل من ناحية أخرى أن تنظر في الوقت والمصادر المتوفرة لكي تضمن تحديد أهداف وتوقعات منطقية وعملية وقابلة للتحقيق على أرض الواقع.
على فرض أنَّك تجري ورشة عمل مدتها ساعة واحدة عن تأليف القصص الخيالية، عندئذٍ يُفترَض أن يكون المتدرب في نهاية الورشة قادراً على صياغة فكرة إبداعية، أما إذا كنت تجري دورة تدريبية لمدة فصل دراسي كامل عن نفس الموضوع، فعندئذٍ يُفترَض أن يكون المتدرب في نهايتها قادراً على كتابة قصة إبداعية قصيرة.
تركز نتائج التدريب على الخبرات والمهارات التي ينبغي أن يكتسبها المشارك في نهاية الجلسة أو الدورة التدريبية، لهذا السبب يجب أن تحتوي صياغتها على مفردات عملية تصف النتيجة المتوقعة، وتعطي فكرة عن موضوع التدريب.
يمكنك أن تستخدم في حالة تدريبات المهارات التقنية على سبيل المثال المفردات التطبيقية الآتية: "دمج"، أو "صياغة"، أو "اكتشاف الأعطال وإصلاحها"، في حين يمكن أن تتضمن نتائج تدريبات التفكير النقدي المفردات: "تحليل"، أو "استنتاج"، أو "استجابة".
وضع عالم النفس "روبرت ميجر" (Robert Mager) طريقة "إيه بي سي دي" في عام 1962، وهي تقدم منهجية عمل منظمة تساعد في وضع نتائج وأهداف مدروسة، وهذه الطريقة شائعة وهي تتألف من العناصر الآتية:
فيما يأتي مثال عملي عن تطبيق طريقة "إيه بي سي دي" على ندوة خاصة بموضوع القيادة مدتها يوم واحد:
يجب أن تكون صياغة النتائج والأهداف محددة ودقيقة وتوضح الخصائص والتفاصيل التي تميز الدورة التدريبية المقدمة عن خدمات المنافسين، فينبغي أن تحدد نطاق تركيز الدورة التدريبية ومنهجية العمل المستخدمة في تزويد المشاركين بالمعلومات والمهارات التي يحتاجون إليها لتحسين أدائهم، ويُفضَّل أن ترفق النتائج بأرقام ونسب توضح درجة الإتقان المتوقعة.
مثال عن هذه التفاصيل الدقيقة: "سوف يكون المتدرب قادراً على طباعة 70 كلمة بالدقيقة الواحدة بدقة تصل إلى 90%"، ويُنصَح أيضاً باستخدام طريقة "سمارت" (SMART) التي تقتضي وضع أهداف محددة، وقابلة للقياس والتحقيق، وذات صلة باحتياجات المشاركين، ومؤطرة زمنياً.
تتم في هذه الخطوة مراجعة صياغة النتائج وتحسينها حتى تصبح واضحة، ومحددة، وقابلة للقياس، وتتيح إمكانية تقييم تقدم المشاركين في نهاية الدورة التدريبية.
على فرض أنَّك تجري دورة تدريبية عن تغيير عجلات السيارة، عندئذٍ يمكنك أن تمتحن المشاركين نظرياً وتطلب منهم كتابة خطوات العملية، أو تختبرهم عملياً وتكلفهم بمهمة تغيير عجلات السيارة وتقيِّم أداءهم.
يحدد المُدرِّب مجموعة من النتائج المطلوبة من برنامج التدريب ويعتمد عليها في اختيار المحتوى والمواد، وتضم الدورات التدريبية الطويلة أهدافاً أكثر من الندوات وورشات العمل القصيرة، وتقع على عاتق المُدرِّب مسؤولية وضع أهداف دقيقة تلخص النتائج التي ينبغي أن يحققها المشاركون في نهاية الدورة التدريبية.
فيما يأتي 3 أمثلة عن النتائج المطلوبة من الدورات التدريبية:
يجب تحديد كل من الأهداف والنتائج المطلوبة في أثناء العمل على إعداد مواد الدورات التدريبية وورشات العمل، وفيما يأتي 3 اختلافات رئيسة بين الأهداف والنتائج:
تكون النتائج المطلوبة من التدريب دقيقة ومحددة أكثر من أهدافه، وتشير الأهداف إلى طموحات المتدربين ورغباتهم بشكل عام، وهي لا تشمل سلوكات أو خطوات عملية محددة، ومن أمثلة الأهداف إلهام المتدربين وإثارة شغفهم تجاه موضوع تاريخ الفن على سبيل المثال.
يجب أن يكون المُدرِّب قادراً على تقييم فاعلية الدورة التدريبية في تحقيق النتائج المطلوبة، فتحدد النتائج القدرات والمهارات التي يُفترَض أن يكتسبها المشارك في نهاية الدورة التدريبية، إضافة إلى درجة الإتقان ومقدار التحسن في الأداء.
تتيح لك هذه الميزة إمكانية مقارنة التقدم الذي أحرزه المشاركون مع النتائج الموضوعة والتحقق من فاعلية البرنامج في تحقيق المطلوب، وهو ما يساعدك على تحسين المواد والمحتوى باستمرار.
تعبر الأهداف عن وجهات نظر المُدرِّب، وتركز على المهارات والمعارف التي يريد تلقينها للمشاركين، في حين تركز النتائج على الأداء الفعلي للمشاركين، وقدراتهم وإمكاناتهم، وهي تحدد النتيجة المثالية للدورة التدريبية من وجهة نظر المتدرب.
أسئلة تساعدك على تحديد النتائج المطلوبة من التدريب
فيما يأتي 6 أسئلة تساعدك على صياغة النتائج المطلوبة من التدريب: