ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة بيث براشير (Beth Brashear)، والتي تُحدِّثُنا فيه عن تجربتها الشخصية مع الخرائط الذهنية.
لن أنسى أبداً اليوم الذي تعرَّفتُ فيه إلى رسم الخرائط الذهنية، كان ذلك في جلسة تدريب المدربين التي حضرتها منذ حوالي 10 سنوات؛ إذ أجرى المدرب الضيف جلسةً حول رسم الخرائط الذهنية؛ بدءاً بمفهوم "قاعدة حفظ 7 عناصر في الذاكرة"، ثم انتقل إلى التحدُّث عن رسم الخرائط الذهنية وطريقة القيام بذلك.
لقد تغيرت حياتي تماماً، لسنوات كنت أواجه صعوبة في تجاوز قفلة الكاتب لأنَّني اعتقدت أنَّ الطريقة الوحيدة لرسم مخطط هي الطريقة التقليدية الخطيَّة: الافتتاحية، ثم النقطة الأولى، فالثانية وهكذا. لكن لماذا لم يعلمنا أحد رسم الخرائط الذهنية في المدرسة الثانوية؟ لقد وفَّر لي رسم الخرائط الذهنية الكثير من الاحتمالات.
استخدمتُ لأول مرة رسم الخرائط الذهنية لتدوين ملاحظات قادتي عند إجراء دورة تدريبية جديدة، والآن يمكنني إلقاء نظرة على ورقة توجد فيها كلمات رئيسة ورسومات ورموز وألوان لتوجيهي خلال ورش العمل الخاصة بي، وبعد ذلك بدأت باستخدام الخرائط الذهنية لتصميم ورش العمل؛ إذ كنتُ أجلس أمام لوحة بيضاء كبيرة وأُجري عصفاً ذهنياً للطريقة التي سأتَّبعها خلال محتوى الدورة، حتى أنَّني أستخدم الخرائط الذهنية في حياتي الشخصية لقوائم المهام الخاصة بي.
يُعرَف رسم الخرائط الذهنية أيضاً باسم شجرة التفكير؛ إذ إنَّها تقنية تستند إلى فرضيَّة أنَّنا غالباً ما نفكر بطريقة عشوائية وغير خطيَّة؛ لذا يجب أن تتطابق ملاحظاتنا مع الطريقة التي يعمل بها دماغنا، إنَّها طريقة تدوين ملاحظات مرئيَّة تستخدم الكلمات الرئيسة والرسومات والرموز والألوان، وللخرائط الذهنية تاريخ طويل يعود إلى القرن الثالث.
نظراً إلى أنَّها طريقة تفكير حرة، فإنَّها تفيد المُستخدم من خلال المساعدة على تسريع عملية تفكيره، ومن ثم المساعدة على توليد الأفكار أو اتِّخاذ القرار أو حل المشكلات، ويمكن استخدام رسم الخرائط الذهنية لمساعدة المدربين أو المتحدثين العامين على وضع محتوى العرض التقديمي، ومساعدة المصممين التعليمين على صياغة تحليل المهام، أو خطة الدرس أو المشروع، ومساعدة المتعلمين على تدوين الملاحظات في أثناء العرض التقديمي أو التدريب.